.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

الزكاة وما يتعلق بها

5166

فقه

الزكاة والصدقة

لخضر هامل

وهران

2/1/1426

مسجد الشيخ إبراهيم التازي

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- العبرة بمضي الأيام والليالي. 2- أهمية الزكاة في الإسلام. 3- ما تجب فيه الزكاة. 4- مقادير الزكاة. 5- الحكمة من مشروعية الزكاة. 6- الوصية بعدم التساهل في أداء الزكاة. 7- عقوبة تاركي الزكاة. 8- فضل صيام عاشوراء.

الخطبة الأولى

أما بعد: عباد الله، اتقوا الله تعالى حق تقاته، والزموا طاعته ومرضاته، واعملوا بما نزل على نبيكم من أحكامه وآياته، وإياكم والذنوب فإنها شؤم على العبد في الدنيا وبعد مماته، يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [النبأ: 40].

أيها المسلمون، بالأمس القريب استقبلنا عاما هجريا جديدا، بعدما أودعنا عاما آخر في رفوف الماضي بما حمله هذا الماضي من آمال وآلام، وما حواه من بر وإحسان، أو ما حمّلناه من آثام وعصيان، يأتي يوم القيامة وقد حملناه ما حملناه ليكون شاهدا لنا أو علينا، شاهدا لنا بالطاعات أو شاهدا علينا بالمعاصي والسيئات، وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ [الجاثية: 28-31].

إن توالي الأعوام والدهور يذكر الناس بما هم مقبلون عليه من موت ونشور، وهو موعظة لمن أعلى المساكن والقصور، بأن موعده قد دنا ليسكن اللحود والقبور، ثم ليخرج منها إلى جنات وحور أو إلى نار تلظى وتبور.

أيها الإخوة الكرام، جرت عادة الكثير منا أن يخرج زكاة ماله في بداية السنة الهجرية، وتحديدا يوم عاشوراء، وهذا الأمر فيه نظر؛ لأن الشرع لم يوجب إخراجَ الزكاة في يوم عاشوراء، ولكن أوجبها عند تمام الحول على النصاب، ولا يهمّ في أي شهر بدأ العدّ على الحول، والسنة المعتبرة شرعا هي السنة الهجرية أي: 354 يوما، فلا يجوز تقديمها إلاّ لضرورة أو لحاجة ماسة، كما أن مؤخّرها يعاقب على التأخير، شأنها شأن الصلاة، فإن لها وقتًا معلوما يجب أن تؤدّى فيه.

أيها الإخوة الأفاضل، اعلموا ـ وفقني الله وإياكم ـ أنه لا بد من معرفة تفاصيل أحكام الزكاة وشروطها، وبيان من تجب عليه ومن تجب له وما تجب فيه من الأموال، فالزكاة أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، كما تظاهرت بذلك دلالة الكتاب والسنة، وقد ذكرت فريضة الزكاة في القرآن الكريم ثلاثين مرة، واجتمع ذكرها مع الصلاة في سبعة وعشرين موضعًا، مما يدل على عظم قدرها وفخامة أمرها، بل جعلها الله في مواضع من كتابه من لوازم الإيمان، وجعل تركها من خصال المشركين المكذّبين بيوم الدين, حتى قال صديق هذه الأمة أبو بكر رضي الله عنه: (لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة)، قال الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ، وقال سبحانه: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ، وقال النبي : ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة)) الحديث، وقد أجمع المسلمون على فرضيتها، وأنها الركن الثالث من أركان الإسلام, وعلى كفر من جحد وجوبها, وقِتال مَن منع إخراجها، وقيل بكفر من لم يخرجها تهاونًا قياسا على الصلاة، لمن حكم على تارك الصلاة تهاونًا.

وعلى العموم فإن تارك إخراجها تهاونًا هو في شرّ عظيم، ومن أداها معتقدًا وجوبها راجيًا ثوابها فليبْشر بالخير الكثير والخلف العاجل والبركة، قال الله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، وقال تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ.

فرضت الزكاة في السنة الثانية للهجرة النبوية, وقيل: إنها فرضت والنبيّ في مكة، ومما يدل على ذلك أنها ذكرت في السور التي نزلت بمكة كسورة البينة وغيرها، وجمعَ بعضهم بين القولين فقال: "فرضت الزكاة بمكة، لكن تأخّر العمل بها إلى العهد المدني". وقد بعث رسول الله السعاةَ لقبضها وجبايتها لإيصالها إلى مستحقيها, ومضت بذلك سنة الخلفاء الراشدين وعمل المسلمين.

أيها الإخوة الكرام، كلنا يعلم أن للزكاة سببًا وشرطًا، فالسبب هو بلوغ النصاب، وهو مقدار معيّن من المال، لا يتعدى في أيامنا هذه أحد عشر مليونا وثمانمائة وخمسة عشر ألف، فهل كل من ملك هذا النصيب وجب عليه إخراج الزكاة؟ الجواب: لا، فلا بدّ من تحقيق الشرط، وهو أن يحول الحول الهجري على المال، كل ذلك ليخرج المسلم ربع العشر من المال أي: 2.5 في المائة، مبلغ زهيد لا يضرّ أحدًا إخراجه.

أما نصاب الذهب فهو عشرون دينارا أو مثقالا، وهو الدينار الشرعي، ووزن كل دينار هو 72 حبة من الشعير المتوسّط، وهو مقدار 85 غراما، وقيل: 91.92 غراما، فعلى أن وزن النصاب هو 91.92 غراما فإن وزن الدينار هو 4.596 غراما، وأما على أن وزن النصاب 85 غراما فإن وزن الدينار هو 4.25 غراما.

وأما نصاب الفضة فهو 200 درهم شرعي، ووزن كل درهم 55 حبة من الشعير المتوسط، ووزنها مجتمعة هو 642 غرما تقريبا.

فإذا حال الحول على 20 دينارا فيجب فيها نصف دينار، وأما في الفضة فمن ملك 200 درهم شرعي وجب فيها 5 دراهم، أي: ما قيمته 1/40 من قيمة المال، أي: ما يعادل 2.5 في المائة، وكلما زاد المال أخذ منه مقدار ربع العشر، ودليله حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة)).

وإن مما تجب به الزكاة عروض التجارة، وهي ما أعده الإنسان للبيع والاتجار به، من حيوان وعقار وأثاث ومتاع وأوان وغير ذلك، كلّ شيء عندك للتجارة فهو عروض تجارة، إذا حال عليه الحول فقوِّمه كم يساوي ثم أخرج ربعَ عشر قيمته.

فانظروا إلى تيسير الله على العباد، ثم انظروا إلى استكبار وعناد العباد.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: عباد الله، إنّ الزكاة مواساةٌ من الأغنياء لإخوانِهم الفقراء، مواساة لهم وتضميدٌ لجراحهم وإسعاف لهم في مهمّاتهم وملمّاتهم. إنّ أداءَ الزكاة يقوّي الروابطَ بين أفرادِ المجتمع المسلم، بين غنيّه وفقيره، يقوّي الروابطَ بينهم، فالنفوس مجبُولة على حبِّ من أحسن إليها، وعلى مودّة من أحسنَ إليها، فإذا أدّى الأغنياء زكاةَ أموالِهم لإخوانِهم الفقراء تقوّت أواصرُ المودّة وارتبَط الجميع بعضه ببعض، ومِن فوائدِها تقليص الجرائمِ وإغناء النّفوس عن التطلّع إلى طلبِ المال بالوسائل المحرّمة، وفيها شكر الله والثناءُ عليه والاعتراف له بالفضل والإحسان.

أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، أدّوا ما أوجب الله عليكم في أموالكم التي رزقكم الله تعالى، فإن بعض المسلمين تساهلوا في هذا الركن العظيم، إن بعض المسلمين لا يؤدّون زكاة أموالهم والعياذ بالله، لقد أخرجكم الله ـ يا عباد الله ـ من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا، ولا تملكون لأنفسكم نفعًا ولا ضرًا، ثم يسر الله لكم الرزق، وأعطاكم ما ليس في حسابكم، فقوموا بشكره، وأدوا ما أوجب عليكم؛ لتبرأ ذممكم، وتُطهّروا أموالكم، واحذروا الشح والبخل بما أوجب الله عليكم، فإن ذلك هلاككم ونزع بركة أموالكم.

أيها الإخوة الأفاضل، روى أحمد عن أبي واقد الليثي أنه مما كان يتلى من القرآن ثم رفِع قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا الْمَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ)، فمن عطّل المال عن حكمته حقّ عليه العقاب في الدنيا والآخرة، أما العقاب في الدنيا فنوعان: نوع عام لا يدفع عن أحدٍ بسبب الظالمين المانعين للزكاة، وهو ما رواه الحاكم والبيهقي مرفوعًا: ((ما منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر))، وفي رواية لابن ماجه: ((لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعُوا القَطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا)). ونوع آخر وهو عقاب خاصّ بمانع الزكاة في الدنيا، وهو أن تؤخَذ منه مع شطر ماله، فقد روى أحمد عن معاوية بن حيدة قال: قال رسول الله في الزكاة: ((من أعطاها مؤتجرًا فله أجرها، ومن منعها فإنّا آخذوها وشطر ماله)). ولم يقف الإسلام عند هذا، أي: عند الغرامة المالية، بل أوجب سلّ السيوف وإعلان الحرب على كل من تمرّد ولم يبال بأداء الزكاة، فلم يبال الشرع بإزهاق الأرواح لذلك، فقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على قتال مانعي الزكاة حتى يؤدّوها كما جاء في الصحيحين، ولعل الدولة الإسلامية في عهد الصديق هي أول دولة في التاريخ تقاتل من أجل حقوق الفقراء والمساكين والفئات الضعيفة. هذا هو العذاب في الدنيا، ولَعذابُ الآخرَةِ أكبَرُ لَو كانُوا يَعلَمونَ. فما هو عذاب الآخرة؟

أيها الإخوة الكرام، هؤلاء الذين بخلوا على الله عز وجل ولم يؤدوا هذا المقدار البسيط الذي أوجبه الله عليهم في أموالهم ألم يقرؤوا الوعيد بالنيران في كتاب الله عز وجل لمن بخل بما آتاه الله؟! قال الله عز وجل: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاواتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ، وقال تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ.

روى البخاري عن النبي في تفسير الآية الأولى: ((من آتاه الله مالاً فلم يؤدّ زكاته مُثّل له شجاعًا أقرع ـ وهي الحية الخالي رأسها من الشعر لكثرة سمها ـ مثّل له شجاعًا أقرع له زبيبتان، يطوّقه يوم القيامة، يأخذ بشدقيه، يقول: أنا مالك، أنا كنزك)). وروى مسلم عن النبي في تفسير الآية الثانية: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ قال: ((ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي فيها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضَى بين العباد)).

فيا من تتهاونون في دفع زكاة أموالكم، تأملوا الحديث، فوالله لا يحمى على الذهب والفضة في نارٍ كنار الدنيا، إنما يحمى عليها في نار أعظم من نار الدنيا بتسعة وستين جزءًا، ولا يكوى بها طرف من الجسم فقط، وإنما يكوى بها الجسم من كل ناحية: الجباه من الأمام، والجنوب من الجوانب، والظهور من الخلف. إن هذا العذاب ليس في يوم ولا شهر ولا في سنة، ولكن في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

أيها المسلمون، عن ابن أبي كبشة أن النبي قال: ((ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم بحديث فاحفظوه: ما نقص مال من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزة، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)). فبين بهذا الحديث وأكد بالقسم أن الصدقة لا تنقص المال إذا خرجت منه، بل تباركه وتنميه وتزكيه، ولقد وعد الله المزكين بتيسير أمورهم لليسرى، فقال جل من قائل: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى [الليل: 5-11] أي: إذا بخل بزكاته وصدقته.

روى الهيثمي والطبراني عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله : ((ما تلف مال في بر ولا في بحر إلا بحبس الزكاة)). وروى الطبراني في الصغير عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : ((مانع الزكاة يوم القيامة في النار)). وروى البزار عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ((ما خالطت الصدقة ـ أو قال: الزكاة ـ مالا إلا أفسدته)). قال الحافظ ابن حجر: "هذا الحديث يحتمل معنيين: أحدهما: ما تركت الزكاة في مال ولم تخرج منه إلا أهلكتها، والثاني: أن يأخذ الرجل من الزكاة فيضعها في ماله فتهلكه".

ومما هو معلوم ـ أيها الإخوة الكرام ـ أن الزكاة لا تنفع ولا تبرأ بها الذمة حتى يخرجها على الوجه المشروع، بأن يصرفها في مصارفها الشرعية في الأصناف الثمانية التي ذكر الله تعالى في قوله سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60].

فيا عباد الله، يا من آمنوا بالله ورسوله، يا من صدّقوا بالقرآن وصدقوا بالسنة، ما قيمة الأموال التي تبخلون بزكاتها؟! وما فائدتها؟! إنها تكون نقمة عليكم، وثمرتها لغيركم، إنكم لا تطيقون الصبر على وهج الحر أيام الصيف، فكيف تصبرون على نار جهنم؟!

فاتقوا الله عباد الله، أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم، تنجون من عذاب ربكم.

وأذكركم بصيام يوم عاشوراء، ومن السنة أيضا صيام اليوم التاسع مخالفة لليهود والنصارى، ولما ورد في فضلها أنها تكفر السنة الماضية، قال : ((صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)).

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً