.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

آداب الحج

4593

الرقاق والأخلاق والآداب, فقه

الآداب والحقوق العامة, الحج والعمرة

عبد الله بن محمد البصري

القويعية

جامع الرويضة الجنوبي

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- لكل شعيرة في الإسلام حكم وغايات. 2- فضل عشر ذي الحجة. 3- من آداب الحج: الاستخارة، الإخلاص والمتابعة، الرفقة الصالحة، التوبة، إتمام الفرائض. 4- الحج رحلة إيمانية.

الخطبة الأولى

أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل في كل وقت ومكان، احفظوا أوامر ربكم تُحفَظوا، وعظّموا حرماته وشعائره تتقوا، ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32]، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة:197].

أيها المسلمون، إن الله سبحانه وتعالى حين شرع الشرائع وحدّ الحدود ونوّع لعباده الطاعات والعبادات فجعل منها أركانًا وواجبات وسننًا ومندوبات إنما شرعها سبحانه لحكم بالغة عظيمة، ونوَّعَها لأسرار لطيفة متينة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، ثم إنه سبحانه جعل لكل عبادة آدابًا لا تصح ولا تقوم إلا عليها، ولا تؤتي ثمارها ونتائجها إلا بتوفرها ووجودها، علم ذلك موفقون فأخذوا بتلك الأخلاق والآداب، فاستفادوا من عباداتهم في دينهم ودنياهم، وجهلها مخذولون فأتوا في عباداتهم بالعجب العجاب، وصارت عباداتهم من قبيل العادات الموروثة، يخرجون منها كما دخلوا فيها، ويصدرون عنها كما وردوا إليها، لا صلاتهم تنهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغي، ولا صيامهم يمنعهم من السب والشتم والقتال، زكَّوا فما زكَت نفوسهم، وحجّوا فما تركوا الرَّفَث والفسوق والجدال، وما ذلك إلا لأنهم أدوا تلك العبادات على غير ما شرع الله، أو لأنهم نقصوها حقها الواجب وأخلوا بآدابها المشروعة.

أيها المسلمون، ونحن في هذه الأيام الشريفة المباركة أيام عشر ذي الحجة المعلومة التي هي بنص الحديث أفضل أيام السنة على الإطلاق، فإننا مطالبون بتعظيم هذه الأيام كما عظمها الله: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].

وقد علمتم ـ أيها المسلمون ـ فضل هذه العشر المباركة وما يشرع للمسلم فيها من أعمال صالحة، والتي من أهمها وأفضلها حج بيت الله الحرام، أحد أركان الإسلام ودعائمه العظام، والذي وردت في فضله وبيان تكفيره الذنوب والسيئات الأحاديث الصحيحة الكثيرة، بما يثير شوق عباد الله إلى بلاد الله، ويحدوهم إلى تلك البقاع الطاهرة والمشاعر المقدسة. وقد علم المؤمنون بما هنالك من حسنات مضاعفة ودرجات مرفوعة، وسيئات مغتفرة وتوبة مقبولة، فما زالت أفئدة منهم تهوي إلى البيت الحرام، وما فتئت نفوس تتطلع إلى رؤية هذا البيت العتيق والطواف حوله والتقلب في عَرَصَات مشاعره، تقاطرت وفودهم على هذا البيت منذ أُذِّنَ فيهم بالحج، يتوافدون من كل صَوْب وفَجّ، رجالاً على أقدامهم، وركبانًا على ما سخر الله لهم، يتوافدون من كل فِجَاج الأرض القاصي منها والداني، وحناجرهم تجأر بإجابة التوحيد ونداء الإخلاص: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.

أيها المسلمون، يا من نويتم حج بيت الله الحرام إتمامًا لأركان دينكم العظيم، أو طلبًا للأجر وتزوّدًا من التقوى، اعلموا أن للحج آدابًا عظيمة وأخلاقًا قويمة، يحسن بالحاج أن يقف عليها ويعلمها، ويجمل به أن يأخذ بها ويعض عليها بنواجِذه؛ ليكون حجه كاملاً مبرورًا وسعيه مقبولاً مشكورًا، فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ [البقرة:197]، ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه))، ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)).

ومن تلك الآداب ـ أيها المسلمون ـ أن يستخير الحاج ربه جل وعلا في حجه، وأن يستشير من يثق بدينه وعلمه، يستخير ويستشير في ملاءمة وقت حجه ومصلحته ورفقته وزاده، فإن الإنسان لا يدري أمن الخير له أن يحج هذه السنة أو التي بعدها أو مع فلان أو علان أو في تلك الحملة أم مع أولئك الرفقة؛ ولذا شُرِعت الاستخارة والاستشارة.

ومن آداب الحج الواجبة إخلاص النية لله تعالى والمتابعة لرسوله ، فلا يحج ليراه الناس أو يسموه الحاج، ولا رياء أو مفاخرة، بل يحج محبة لله وطمعًا فيما عنده، ورغبة في ثوابه وخشية من عقابه، فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110]، وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5]، وقال : ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))، وقال سبحانه وتعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وكان يقول لمن حج معه: ((خذوا عني مناسككم)). فعلى الحاج إخلاص النية لله تعالى والمتابعة لرسول الله في كل ما يأتي ويذر، فيسأل أهل الذكر عما أشكل عليه، ويتفقه في أحكام حجه قبل أن يقدم عليه، ولو أن يقرأ الكتب أو يستمع الأشرطة، فإن فيها خيرًا كثيرًا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ومما يعين على ذلك ـ أيها المسلمون ـ أن يحرص الحاج أن لا يصحب إلا رفقة صالحة ناصحة، تعينه على الخير وتدله عليه، وتزوده العلم النافع والخلق الفاضل. وعلى الرفقة إذا خرجوا للحج أن يُؤَمِّرُوا من كان منهم ذا خبرة ناضجة ورأي سديد، وأن يلزموا طاعته والائتمار بأمره، وليحذروا من الاختلاف والمراء والجدل، أو المشاجرة والمخاصمة بالباطل، فإنها مما ينقص ثواب الحج أو يبطله، وليلزموا السكينة والرفق، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، وليحرصوا على راحة إخوانهم المسلمين الحجاج، وأن يحبوا لهم ما يحبونه لأنفسهم، وليحذروا من أذيتهم بغير ما اكتسبوا ولا ما اجترحوا؛ لئلا يحتملوا من جرّاء ذلك بهتانًا وإثمًا مبينًا. إنه لا بد ـ أيها الإخوة ـ أن يصبر الحاج على ما يصدر عن إخوانه الحجاج من أنواع الأذى، من زحام ومضايقة أو تصرفات مقصودة أو غير مقصودة، فالكريم يصبر على أذى ضيوفه حرصًا على إكرامهم وجبرًا لخواطرهم، فكيف بضيوف الرحمن ووفد الله؟! إن إكرامهم أولى ثم أولى، فهو دليل كمال العقل وغزارة الفهم، بل إنه دليل على إجلال الله وتوقيره ومتانة الدين وقوته، ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ [الحج:30].

ومن آداب الحج ـ أيها المسلمون ـ المبادرة إلى التوبة النصوح من جميع الخطايا والذنوب، والتخلص من حقوق العباد صغيرها وكبيرها، والتحلل من مظالم إخوانه المسلمين، ممن ظلمهم بقول أو فعل أو اعتداء، فإن ذلك أرجى لقبول حجه ورفعة درجاته، ومغفرة ذنوبه ومحو سيئاته، بل وتبديلها بالحسنات، وليحرص المسلم على تخير النفقة الطيبة من المال الحلال، ليُقبَل حجه ويُرفع دعاؤه، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا.

ومن الآداب المشروعة للحاج غض البصر وحفظ اللسان واستشعار عظمة الزمان وفضل المكان، فالحاج الذي يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه مشغول بنفسه وعيوبه، متذكر لخطاياه وذنوبه، مغتنم وقته بما يقربه إلى الله، لسان حاله يقول:

لنفسـي أبكي لستُ أبكي لغيرها       لنفسي من نفسي عن الناس شاغِلُ

فهو متجنب لفضول الكلام وسيئه، مبتعد عن الغيبة والنميمة، مترفع عن السخرية بالناس والاستهزاء بهم، حَذِر من كثرة المزاح أو الإسفاف فيه، لا يسب ولا يشتم، ولا يخاصم ولا يجادل، غاض طرفه، حافظ لبصره، سليم القلب من التشتت والتشويش، بعيد عن الفتن والبلايا، معظم لشعائر الله، كافّ عن محارمه، آمر بالمعروف حسب قدرته واستطاعته، ناه عن المنكر ما وجد إلى ذلك سبيلاً، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، متلطف بإخوانه، صابر عليهم، يرشد الضال ويعلم الجاهل، ويواسي المحتاج ويطعم البائس.

ومن الآداب التي يجب أن يحرص عليها الحاج ليكون حجه مقبولاً المحافظة على أداء الفرائض وإتمام الواجبات، لا أن يكون همه أن يقضي نسكه كيفما اتفق له، من غير استشعار لعظمة ما يقوم به، فإن كثيرًا من الحجاج ـ هداهم الله ـ من حين أن يسافر ويفارق بلده وهو لا يفكر إلا في موعد عودته ورجوعه إليه، وكأنه قد خلّف وراءه ثغرًا لا يسده إلا هو، فيستعجل بعضهم من أجل ذلك عجلة تخل بكثير من المناسك والشعائر، فيتركونها بالكلية من غير اهتمام، أو يأتون بها على غير ما شرعه الله، فلا ينالون من حجهم والحال تلك إلا التعب والنصب. فعلى الحاج الصبر والأناة، واحتساب هذه الرحلة في ذات الله من حين أن يفكر فيها حتى يرجع إلى بيته ويضع رحله، وليعلم أنه في جهاد وعلى أجر عظيم، فلماذا العجلة والتسرع؟! ولماذا الإخلال بالعبادة وقلة الاهتمام؟!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ [الحج:25-37].

 

الخطبة الثانية

أما بعد: فاتقوا الله وأطيعوه، وراقبوا أمره ونهيه ولا تعصوه، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا [الطلاق:2، 3].

أيها الإخوة، ماذا يصنع من يؤمّ هذا البيت إذا لم يجرّد التوحيد لله ويتابع نبيه ؟! ماذا يصنع من لم يكن فيه ورع يحجزه عما حرم الله، وحلم يرحم به عباد الله، وحسن صحبة لمن يصحب؟! ألا فلا يحقرن حاج من المعروف شيئًا، ولو أن يفرغ من دلوه في إناء المستسقي، ولو أن ينحي الأذى من طريق الناس، ولو أن يلقى أخاه ووجهه إليه منطلق، فخير الناس أنفعهم للناس وأصبرهم على أذى الناس. ولقد أعد الله جنات عدن للذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين.

إن الحج ـ أيها المؤمنون ـ رحلة إيمانية عميقة، في عبادات جليلة عظيمة، وذكريات عَبِقَة كريمة. في الحج ملتقى المسلمين الأكبر، وفي البيت مثابتهم العظمى، ملتقى الموحدين في المشارق والمغارب، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله على ما رزقهم.

وإن تجمعات الدنيا مهما بلغت في أهدافها ومقاصدها لن تبلغ سمو هذا الاجتماع الشامل المترابط المتآخي المتضامن في أهدافه وآماله، فاعرفوا لهذا الموسم قدره، وأعطوه حقه ومستحقه، واعبدوا ربكم، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً