أمّا بعد: فاتقوا الله ـ أيّها المسلمون ـ حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعروةِ الوُثقى.
عبادَ الله، إنَّ لكل أمّة أيّامًا يُظهرون فيها الفرحَ والسرور والبهجةَ والحبور، تكون عِيدًا لهم يتكرَّر في وقتٍ مَعلوم، وترتبِط هَذه الأعياد بتاريخِ تلك الأمّة وعَقيدَتها، قال الله تَعالى: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ [الحج:67]، قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: (المنسك العيد). فإذا كانت الأمّة كافِرة لا كتابَ لها فأنّ الله يجعل لها عِيدًا بقَدَره وقضائِه لا بِشرعِه وكتابه، وإذا كانَت الأمّة مسلمة ذات كِتاب جعَل الله لها عيدًا بشرعِه ووحيِه، عن أنس قال: قدِم رسول الله المدينةَ ولهم يومَان يلعَبون فيهِما قال: ((مَا هذانِ اليومان؟)) قالوا: كنّا نلعَب فيهما في الجاهليّة، فقال: ((قد أبدَلَكم الله خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطر)) رواه أبو داود والنسائي.
والعيدُ في الإسلامِ في غايةِ الحِكمةِ وتمامِ المناسبةِ لمقاصدِ الدّين وكمال التشريعِ وسموِّ التعاليم الإلهيّة، فهو يأتي عقِب عبادتَين عظيمتَين من أركانِ الإسلام، يجتَهد فيهَا البدن، وتتوجَّه طاقاتُه وقدراتُه إلى أنواع من القربات، وتُستَنفدُ معظَم قوّة البدن في العبادة، فعيد الأضحى بعد معظَمِ أفعال الحجّ الشاقّة، وعيد الفطر بعد الصيامِ والقيام والذكر وأنواعٍ من الطاعات، وقد علَّمنا الله تعالى الأعمال التي تقرِّبنا مِنه، وشرَع لنا في تِلك الأوقاتِ الفاضلة عباداتٍ مختلفةً يتضاعَف ثوابها لشرَفِ زَمانها وفضلِ أيّامها ولياليها؛ رحمةً من الله بنا وإحسانًا إلى عباده وجودًا وكرمًا، ولو لم يعلِّمنا الله الخير والشرَّ والطاعة والمعصية لما اهتَدينا ولما صلَّينا ولا زكَّينا ولما عرفنا فضلَ تلك الأوقات ولما انتهَينا عن المعاصي والمحرَّمات، قال الله تعالى: وَعُلّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ ءابَاؤُكُمْ [الأنعام:91]، وقال تعالى: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَـٰتِنَا وَيُزَكِيكُمْ وَيُعَلّمُكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة:151، 152]. فللَّه الحمدُ على نعمه الظاهرة والباطِنة.
والإسلامُ قد اعتَنى بجوانبِ التربيةِ الإنسانيّة، ووجَّه طاقات الإنسانِ وقدراته وصفاتِه إلى كلّ عمل صالحٍ مثمِر مفيد وإلى كلِّ فعل طيب رشيد، وحصَّن المكلَّفَ من كلِّ شرٍّ قريب أو بَعيد، فأعطى الله الروحَ حظَّها من غِذاء الذّكر والطاعة والعِبادة، وأطلقَ لها أشواقَها، وأعطى الجسدَ حظَّه المباحَ من المتاعَ المادّيّ، وفصَّل الحقوقَ، وأمَر أن يُعطَى كلُّ ذي حق حقَّه، وفي صحيحِ البخاريّ مِن السنّة الصحيحة: ((إنَّ لربِّك عليك حقًّا، وإنّ لنفسك عليك حقًّا، وإن لأهلِك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه)).
هذا التشريع الكاملُ الذي يرعى المكلّفَ من جميع الجوانب وينقُلُه من حالٍ إلى حالٍ، فما إن يجِدَّ المسلم ويجتهد في العبادة ويجهِد بدنَه في الطاعة حتى ينقلَه الإسلام إلى المباح النافع الذي يستَعين به على طاعةِ الله عزّ وجلّ، فسبحانَ القائل: قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسّرَّ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا [الفرقان:6].
والعيد له حكمٌ وغايات، فمن حِكَمه وغاياتِه إظهار الفرَح والسّرور بتمام العبادةِ التي قَبلَه، قال الله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58]. ومِن حِكَم العيدِ وغاياتِه تعظيمُ الرّبِّ عزّ وجلّ بذكرِه وتكبيره وتَوحيده لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له، وإظهارُ الذلّ والمسكَنة لعظمَته، وبيان أنَّ اللّذاتِ والشهوات ورغبات الدّنيا حقيرة صغيرةٌ تافهة، وأنَّ الله هو الكبير المتعال الذي هو أهل التّقوَى وأهل المغفرة.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
ومِن حكَم العيد وغاياتِه شهودُ المسلمين الخيرَ الذي ينزله الربُّ على المسلمين في مصلاّهم، وقد كانت حتى الحُيَّض في عَهدِ النبيِّ يشهدنَ العيدَ للخير ويعتَزِلن المصلَّى. ومِن حكم العيد وغاياتِه افتتاحُ المفطِّرات المباحَة بالصّلاة والذكر؛ لئلاَّ يجرِيَ المسلم وراءَ ملذّاته وينسَى ربَّه المنعِم الجليل. ومِن حِكمِ تَقارُب قلوبِ المسلمِين وصفاؤُها وتواصُلُهم وتعاطفهم واتِّحادهم الذي به يتعَاوَنون على إقامةِ الدين وإصلاح الدّنيا. ومِن حكمِ العيد إظهارُ نعمة الله على العبادِ بالتجمُّل والتمتُّع بالمباح، وفي الحديث: ((إنَّ الله إذا أنعَمَ علَى عبدٍ يحبّ أن يرَى أثرَ نعمته على عبده)). إلى غير ذلك من الحكَمِ التي يطول الحديثُ بذكرها.
عبادَ الله، إنَّ يومكم هذا من أسمائه يومُ الجوائز، يومٌ يفوز فيه أقوام ويحرَم آخرون، وَلِكُلّ دَرَجَـٰتٌ مّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ [الأنعام:132]. يروى عن ابن عباس ويرفعه: ((إذا كان يومُ عيد الفطر هبطت الملائكة إلى الأرض في كلّ بلد، فيقفون على أفواهِ السّكَك، ينادون بصوتٍ يسمعه جميع من خلقَ الله إلا الإنس والجنّ: يا أمّةَ محمّد، اخرُجوا إلى ربٍّ كريم، يعطي الجزيلَ، ويغفِر الذنبَ العظيم، فإذا برَزوا إلى مصلاّهم قال الله تعالى: يا ملائكتي، ما جزاءُ الأجير إذا عمِل عمَلَه؟ فيقولون: إِلَهَنا وسيّدَنا، أن توفِّيَه أجرَه، فيقول: أشهِدكم أني قد جعلتُ ثوابهم من صيامِهم وقيامهم رضائِي ومغفرَتي، ويقول: سلوني، فَوَعِزّتي وجلالي لا تسألوني اليومَ شيئًا في جمعكم هذا لآخرَتِكم إلاّ أعطيتموه، ولا لدنياكم إلا نظرتُ لكم، انصَرِفوا مغفورًا لكم، قد أَرضَيتُموني ورضِيتُ عنكم))، وروى الطبرانيّ نحوه من حديث سعيد بن أوسٍ الأنصاري عن أبيه مرفوعًا. قال مورق العجليّ: "فيَرجع قومٌ من المصلَّى كيوم ولَدتهم أمّهاتُهم".
عبادَ الله، الصلاةَ الصلاةَ، أقيموها في بيوتِ الله؛ فإنها عمادُ الدين، ففي الحديث: ((أوَّل ما يحاسب العبدُ على الصّلاة، فإن قُبِلت قبِلَت وسائر عمَله، وإن ردَّت رُدَّت وسائِرُ عمَله))، فمن حفِظَها حفِظ دينَه، ومن ضيّعَها ضيّع دينه وحظَّه من ربّه، وصار مآله إلى الخسران في الدنيا والآخِرة. وأدّوا زكاةَ أموالكم طيِّبةً بها نفوسكم، فقد أعطاكم الجزيلَ، وطلب منكم القليلَ، وضاعفَ الأجر؛ فجعل الحسنةَ بعَشرِ أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعافٍ كثيرة. واحفظوا صومَ شهركم، وحُجّوا بيتَ ربكم قيامًا بأركان الإسلام، وعليكم ببرِّ الوالدَين وصِلةِ الأرحام والإحسان إلى الضّعفاء والأيتام؛ ففي الحديثِ: ((إنما تنصَرون وترزَقون بضعفائكم)).
ومُروا بالمعروف، وانهوا عنِ المنكر؛ فإنه سياجُ الإسلام وحارِس الملَّة والدين، وعليكم بصِدقِ الحديث والوفاءِ بالعهود وإنفاذِ الوعود؛ فإنَّ ذلك من الإيمان الذي أمَر به القرآن,
وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا [النساء:36]، واحذروا البدعَ فإنها تهدم الدينَ وتحرم من حوض النبيّ الأمين ، وحقِّقوا التوحيدَ لله رب العالمين؛ فمن حقَّق كمالَ التوحيد دخل الجنة بغير حسابٍ ولا عذاب.
وإيّاكم وقتلَ النفس التي حرّم الله؛ ففي الحديث عن النبيِّ قال: ((لا يزال المسلِمُ في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا، فإذا أصابَ دمًا حرامًا فقَد بَلح))، يعني: قد انقطَع وضاق عليه الأمر واشتدَّ كربُه. قال الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93].
وإيّاكم والرِّبا؛ فإنه يمحَق البركةَ من المال ويدخِل صاحبَه النارَ، قال الله تعالى: يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ [البقرة:276]، وعنه : ((الرّبا نيِّفٌ وسبعون بابًا، أيسرُها مثل أن ينكِح الرجل أمَّه)).
وإياكم والزّنا؛ فإنه عارٌ ونارٌ وفقرٌ وعَذاب وصَغار، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32]، وفي الحديثِ: ((ما مِن ذنب أعظم عند الله بعد الشركِ مِن أن يضَعَ الرجل نطفتَه في فرجٍ حرام)).
وإيّاكم المسكراتِ والمخدرات؛ فإنها شرٌّ ووبال ونَدامة وخَبال وغَضَب لذي العزّة والجلال، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبيِّ قال: ((من شرِب مسكرًا بخسَت صلاته أربعين صباحًا، فإن تاب تابَ الله عليه، فإن عادَ الرابعةَ كان حقًّا على الله أن يسقيَه من طينة الخبال))، قيل: ما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: ((صديد أهلِ النار)) رواه أبو داود.
وإيّاكم وقولَ الزور وشهادةَ الزور والغيبةَ والنميمة وقذفَ المحصنات؛ فإنّ الله حرّم ذلك في الآياتِ البيِّنات.
وإيّاكم والمكاسبَ المحرَّمة وأموالَ الضعفاء والأيتام وأوقافَ المسلمين؛ فإنَّ ذلك ما خالَط مالاً إلاّ أفسدَه، ولا دخل بيتًا إلا نكّده ودمَّره.
وإيَّاكم والخيلاءَ والكِبر والإسبالَ في الثياب؛ فقد جاء في الحديثِ أنَّ الله تعالى يحشُر المتكبِّرين في صوَرِ الذرِّ يطؤُهم النّاس بأرجلهم، وفي الحديثِ: ((من جرَّ إزارَه خيَلاء لم ينظرِ الله إليه يومَ القيامة)).
وإيّاكم ومضارّةَ المسلم؛ فمن ضارَّ مسلِمًا ضارَّه الله. واحذَروا الخصوماتِ الباطلةَ؛ فإنَّ مَن ادَّعى ما ليس له فهو في سخَط الله حتى ينزِعَ من خصومته. واحذَروا الحلِفَ الكاذب؛ فإنّ ذلك هو الأيمان الغموس، فإنّه يغمِس صاحبَه في جهنّم.
يا معشرَ النساء، اتّقِينَ الله تعالى، وأطعن الله ورسوله، والتزمن بآداب الإسلامِ، فعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله : ((إذا صلَّت المرأة خمسَها وصامت شهرَها وحفِظت فرجَها وأطاعت زَوجَها قيل لها: ادخلِي الجنّةَ من أيّ أبواب الجنة شئتِ)) رواه أحمد، وروى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: شهدتُ الصلاة يومَ الفطر مع رسول الله ، فنزل نبي الله وشقَّ الرجال حتى أتى النساءَ مع بِلال، فقال: يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا جَاءكَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئًا وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلْـٰدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَـٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الممتحنة:12]، ثم قال: ((أنتنَّ على ذلك؟)) فقالت امرأة: نعم يا رسول الله. ومعنى لاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَـٰنٍ يَفْتَرِينَهُ: لا يلحِقنَ بأزواجهِنّ غيرَ أولادِهم.
عبادَ الله، احذَروا عدوَّكم إبليس لعَنَه الله اللعنة التامّة، فإنّه كان في رمضانَ مقهورًا، ويريد أن يأخذَ منكم بثأره فيجعل الأعمالَ هباءً منثورًا، فدوموا على الطاعةِ واجعلوه دائمًا مَدحورًا، واذكروا بأنّكم تدلِفون وتساقون إلى آجالٍ معدودة وأعمارٍ محدودة، عمّا قليلٍ تنقَلون من هذه الدارِ؛ إما إلى الجنّة وإما إلى النار. وتفكّروا في القرون الخاليةِ والأمم الفانيةِ: أين ما كانوا فيه من العزِّ والنعيم وقوّة الأبدان وكثرة الأموال والأولاد والمقام الكريم؟! وتفكَّروا فِيمن صلَّى معكم في سِنينَ خلَت في هذا المكان مِنَ الأقرِباء والمعارِف والخلاّن: كيف اختَرَمتهم المنايا؟! فإنَّ ما نزَل بهم ملاقِيكم، وستَذوقون طعمَ الموتِ وتتجرَّعون منه البلايا، فأحسنوا العمَلَ، واقصُروا الأمَل؛ تنجُوا من عذابٍ عظيم وتفوزوا بالنعيم المقيم، فإنّ هذه الدنيا دار عمل ولا حساب، والآخرة دارُ حسابٍ ولا عمل، ومصير كلّ أحدٍ مرهون بعملِه، ولا تغترّوا بزهرة الدنيا فإنما هي أضغاث أحلامٍ وسرور أوهام.
قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].
بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهديِ سيّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرّحيم.
|