.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

العزة الغائبة

3752

العلم والدعوة والجهاد, سيرة وتاريخ

المسلمون في العالم, معارك وأحداث

يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه

القدس

2/4/1425

المسجد الأقصى

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- استعلاء الكفر. 2- سبب الهزيمة والنصر. 3- نداءات الرحمن في سورة الأنفال. 4- معاملة المسلمين للأسرى. 5- مآسي المسلمين. 6- الجرائم الصهيونية ودلالاتها. 7- الانتهاكات الأمريكية.

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا عباد الله، ماذا جرى في دنيا المسلمين؟ لقد اجترأت الذئاب على الأسود، وديس عرين الأسد، عندما فرطنا في حقوق الله تبارك وتعالى، إن الله عز وجل عندما أراد أن ينصح الأمة وجّه لها ستة نداءات في سورة الأنفال، لو عملت الأمة بهذه النداءات الستة ما اجترأ علينا أحد، ولا استطاع سافل أن يرفع رأسه وأن يتجرأ على أحد من المسلمين، وقبل أن ينزل الله هذه النداءات الستة تبارك وتعالى في عليائه نادى على المؤمنين وأمرهم بقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال:1]، أتعلمون لماذا أيها المؤمنون؟ لأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية.

فتعالوا ـ أيها المؤمنون ـ إلى هذه النداءات الستة لنتعلم منها مرادَ الله تبارك وتعالى.

أما النداء الأول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَارَ [الأنفال:15].

عباد الله، متى هزم جيش المسلمين؟ والله، ما هزم جيش المسلمين إلا بعد أن تخلينا عن دين الإسلام، فجيش الإسلام الذي خاض أصعب المواقف في سنة خمسمائة وثلاث وثمانين للهجرة، وقف جيش الإسلام وليس معه إلا الله، وفي شهر رجب وبقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي وقف أمام ستة جيوش في أوروبا، أمام جيش إنجلترا وفرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا وبلجيكا، وقف ثابتًا لا يتزعزع. وفي اليوم السابع والعشرين من رجب كان صلاح الدين يخطب على علياء هذا المنبر الشريف في رحاب المسجد الأقصى المبارك، بعد أن أسره الصليبيون إحدى وتسعين سنة.

إحدى وتسعون سنة قضاها المسجد الأقصى تحت ضربات الصليبيين، ودخل الفاتح صلاح الدين غداة إسراء الرسول ومعراجه إلى السماوات العلى، فحمد الله تبارك وتعالى، وسجد لله سجود شكر على هذه النعمة العظيمة.

عباد الله، متى هُزم جيش المسلمين؟! ومتى تجرأت الذئاب على أن ترفع رؤوسها في وجه المسلمين؟!

في سنة ست وخمسين وستمائة زحف التتار من مرتفعات منغوليا في الشرق الأوسط إلى أن استطاعوا أن يسقطوا الخلافة العباسية في بغداد، واستسلمت المدن السورية، وظل هولاكو يزحف بجيشه إلى حدود مصر وفلسطين، وأرسل إلى حاكم مصر إنذارًا شديد اللهجة قال فيه: "إذا قرأتَ رسالتي فسلِّم، فلو كنت معلّقًا في السماء لطرنا إليك أو لأنزلناك إلينا، جيوشنا دواسر، وخيولنا سواتر".

ولما وقع الإنذار في يد حاكم مصر آنذاك المظفر سيف الله قطز، أمسك الإنذار ومزقه، وقام فصلى ركعتين لله تبارك وتعالى، ثم كتب ردًا على هذا الإنذار، أتدرون ـ يا عباد الله ـ كيف كان الرد؟ هل كان الرد كما تعوّدنا من التهريج والكلام الفارغ؟ هل كان الرد: سنرميهم في البحر الأبيض، إذا لم يعجبهم البحر الأبيض فليشربوا من البحر الأحمر؟! وأنتم تعرفون أنهم ما شربوا من الأبيض ولا من الأحمر، وإنما نحن الذين شربنا من الماء الآسن أجلَّكم الله، لقد كان الرد كما يلي: "بسم الله الرحمن الرحيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ [التوبة:38]".

أتعرفون ـ يا عباد الله ـ من الذي قرأ هذا الرد؟ إنه سلطان العلماء العز بن عبد السلام، فقد كان إمامًا ورعًا أمّارًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم، إنه عَلم من أعلام الأمة الكبار، لا يعرف الاستغلال، كان نجمًا يضيء كما تضيء الشمس في رابعة النهار.

وبعد قراءة الردّ أعلن السلطان التعبئة في الأمة، وقاد الجيش إلى حدود فلسطين، ولما كان اليوم الخامس والعشرون من رمضان يوم جمعة قال قائد الجيش: لا نخوض المعركة حتى نصلّي الجمعة وندعو الله تبارك وتعالى بالنصر.

هكذا ينتصر جيش المسلمين، صلاة ودعاء، وطهر ونقاء، وتقوى وصفاء، لا نساء ولا خمر ولا ميسر ولا مخدرات ولا غناء ولا ليالي حمراء، لا نخوض المعركة حتى نصلي الجمعة.

وصلّى الجمعة، ودارت رحى الحرب، وكان الجيش قلبُه معلق بالله تبارك وتعالى، كان معتمدًا على الله، ما دام الجيش يقول: يا رب فلا بد أن يكون هناك مدد من الله، فجند الله تبارك وتعالى لا تحتاج إلى تدريب، صفوفهم ليست مخترقة، وهم على أُهبة الاستعداد التامّ لتنفيذ الأوامر الإلهية، إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ [الأنفال:12]، فجنود الله تبارك وتعالى موجودون، وهم على أتم الاستعداد أن ينزلوا إلى ساحة المعركة، والله حي لا يموت، متى شاء يصدر الأوامر إلى الملائكة الكرام لتخوض المعركة، ما دمنا نقول: يا الله، ما دمنا نقول: يا رب، ما دمنا صادقين مع الله.

وقُتِل هولاكو، وانكسر جناحه، وولى جنوده الأدبار أمام جيش الإسلام والمسلمين.

أما النداء الثاني يا عباد الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ [الأنفال:20].

النداء الثالث: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24].

النداء الرابع: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27].

النداء الخامس: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29].

النداء السادس: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال:45].

نداءات لو عمل المسلمون بها ما حل بنا مثل الذي يحل بنا في هذه الأيام.

عباد الله، كيف كان المسلمون يتعاملون مع الأسرى؟ كيف تعامل المسلمون على مر الزمان مع أسراهم؟ هل أذاقوهم أصناف العذاب؟ هل مثّلوا بهم ومزّقوا أجسامهم؟ هل رأيتم الصور التي صوِّرت في تعذيب المسلمين على أيدي جنود مجرمين لا يعرفون للإنسانية معنًى؟

جاؤوا إلى ديار المسلمين لينشروا سمومهم، بلاد الإسلام بلاد طاهرة نقية، لا تعرف هذه المعاني التي جاؤوا بها.

لما انتهت معركة بدر جيء بسهيل بن عمرو، وكان يومها مشركًا، وأطلق النبي سراحه بعدما وقع في الأسر، فلقيه عمر رضي الله عنه فقال له: من أين وإلى أين يا سهيل؟ قال له: يا عمر، لقد أطلق محمد سراحي، وأنا في طريقي إلى مكة، فأخذه عمر إلى رسول الله ، وقال عمر والغضب قد فعل بوجهه ما تفعل الشمس عن احمرارها: هل أطلقتَ سراح هذا يا رسول الله؟ قال له: ((نعم يا عمر))، قال: يا رسول الله، لا تطلق سراحه حتى أكسر له أسنانه التي في مقدمته، ((لماذا يا عمر؟)) قال: يا رسول الله، لكي لا يكون خطيبًا عليك يشتمك ساعة وساعة، وإذا ما كسرت له أسنانه وحاول أن يشتمك بعد اليوم اندلع لسانه من فمه، فلا يقوى على الكلام.

اسمعوا ـ أيها المؤمنون ـ كلام الرؤوف الرحيم الذي خاطبه الله تبارك وتعالى بقوله: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]، عمر يطلب أن يسمح له بكسر أسنان رجل مشرك لأنه يسب الرسول ، وعمر لم يطلب قتله، إنما طلب كسر أسنانه، اسمعوا أيها المحتلون في أرض العراق، اسمعوا رأفة الإسلام ورحمة المسلمين بالأسرى والمعتقلين، ماذا قال نبي الإسلام ورسول البشرية أجمعين؟ قال له: ((يا عمر لا تمسسه بسوء، والله لا أمثل به، كي يمثل الله بي، ولو كنت نبيا)).

عباد الله، إن حزننا شديد على أمة الإسلام لأنها تحولت إلى أمة كلام، حكامهم يحكمون بالنار والحديد، مواقفهم سلبية، يبيعون الكلام بيعًا، أين موقف الأمة مما حصل في غزة ورفح وحي الزيتون؟

الدولة الفلانية تأسف لما حدث، وتلك تعرب عن أسفها، والأخرى حزينة، وهذه تسجل بمداد الأسى والأسف، قوم يطلقون النار والصواريخ، وينسفون البيوت، ويشردون الآلاف، وقوم يتكلمون بلغة المداد.

وأنتم ـ يا أمتنا ـ في مشارق الأرض ومغاربها، الله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153]، ويقول كذلك: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200].

وصدق نبينا وهو يقول: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا ووصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه))، أو كما قال.

ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين، استغفروا الله.


 

الخطبة الثانية

الحمد الله الذي نوّر بجميل هدايته قلوب أهل السعادة، وطهر بكريم ولايته أفئدة الصادقين فأسكن فيها وداده، سبحانه أهلك القرون الأولى من قوم نوح وعاد وثمود، وزعزع ملك فرعون، وأخمد نار أبي لهب، فسبحان من أعطى ومنع، وخفض ورفع، ووصل وقطع. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة وُعِد قائلُها بالحسنى وزيادة، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أقام به منابر الإيمان، وأزال به سنان البهتان، ودفع وساوس الشيطان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه ومن سار على منهاجه واقتدى بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله، في الذكرى السادسة والخمسين لاغتصاب فلسطين شنت إسرائيل عدوانًا واسع النطاق على شعبنا في قطاع غزة بمنتهى القسوة والضراوة والحقد، هدم للمنازل بشكل عشوائي، وتشريد الآمنين الذين باتوا يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، في سابقة خطيرة من نوعها، جريمة حرب، ألفا عائلة فلسطينية دُمرت منازلها، وبعض هذه المنازل دمّرت على من فيها، وهم أحياء وتتجدّد المأساة بين ماضي وحاضر، وبنفس أساليب القمع، ويتصاعد العدوان، وقد بلغ عدد المنازل التي هدمت ما يقارب ثلاثة آلاف منزل في قطاع غزة فقط.

ويأتي هذا العدوان بعد أن رفض الحزب الحاكم في إسرائيل الاقتراح الذي عرضه زعيم الحرب ورئيس الحكومة الحالية بفك الارتباط والانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة.

هذا التصعيد الخطير يأتي بعد أن وجدت الحكومة الإسرائيلية نفسها في مأزق حرج بين الانسحاب تحت الضغط الفلسطيني، وبين الرفض اليميني المتطرف لخطة رئيس الحكومة، إن رفض الأحزاب اليمينية المتطرفة لخطة رئيس دولتهم لها دلالات هامة وانعكاسات خطيرة، منها:

 أولاً: إن الأرض المحتلة بالآلة العسكرية لا يمكن أن تعود بمائدة المفاوضات، من خلال ما يسمى خارطة الطريق أو اللجنة الرباعية، فالمفاوضات العقيمة وصلت إلى طريق مسدود، والذي يجبر الجانب الفلسطيني على التمسك بالمفاوضات هو تخلي الزعامات العربية عن مبدأ تحرير الأرض.

 ثانيًا: إن المتطرفين اليهود يتمسكون بفلسطين باعتبارها أرض الميعاد، ويدافعون عنها من منطلق ديني، وهم على باطل، بينما نحن نفرط فيها ونحن على حق.

 ثالثًا: إن أي استفتاء يجري عندنا تكون نتائجه عالية وفي التسعينات، وهذا دليل عدم مصداقية النتائج وحالة القمع التي تمارسها الحكومات ضد شعوبها، وفي نفس الوقت دليل عجز الشعوب عن مواجهة الباطل وقول كلمة الحق الذي تربى عليه سلفنا الصالح، فمتى تدرك أمتنا الإسلامية أن عزتنا وكرامتنا لا تكون إلا بكلمة الحق، فلا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها.

عباد الله، عندما شنت أمريكا عدوانها السافر على العراق أعربت عن حقيقة تعطشها للدمار والخراب تحت ستار الحضارة والحرية لشعب العراق، وبهذا النسق قام الجنود الأمريكيون بارتكاب أبشع أنواع التعذيب والاضطهاد للمعتقلين والأسرى، وكشفت الصور التي التقطت من وسائل التعذيب ما يندى له الجبين وتقشعر له الأبدان، لقد أُميط اللثام عن الوجه الأمريكي الحقيقي البشع القبيح، فهناك انتهاكات مماثلة بحق المعتقلين في أفغانستان, وليس كما يقولون ممارسات أفراد, إنما هي سياسة ونهج وفكر وممارسة استعمارية حاقدة.

فعندما زار وزير الدفاع الأمريكي بغداد وعمل على إطلاق سراح بعض السجناء العراقيين كان الهدف من زيارته امتصاص النقمة العارمة ضد سياسة الإرهاب الأمريكي، لا لتعذيبهم العراقيين, وإنما لسماحهم بالتقاط الصور وتسريبها لوسائل الإعلام التي كشفت للعالم بشاعة الحقد الأمريكي، والتي تتباكى على حقوق الحيوان أجلّكم الله، الرئيس الأمريكي دافع عن وزيره دفاعًا مريرًا، أيده في غزوه للعراق وأفغانستان، وهذا ما يؤكد أن سياسة أمريكا وممارساتها القمعية نهج، وليس تجاوز أفراد.

أفيقوا ـ أيها المسلمون ـ من سباتكم، فقد طال نومكم، واعملوا على إقامة دولتكم، دولة الإسلام، وتطبيق منهج الله تبارك وتعالى في الأرض، وحِّدوا صفوفكم فالخطر الداهم آت، فإلى متى هذا الذل والهوان، وتيقنوا دائمًا وأبدًا أنكم إذا كنتم مع الله فإن الله تبارك وتعالى سيكون معكم، كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:21].

 

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً