أما بعد:
فأوصيكم ـ عباد الله ـ ونفسي بتقوى الله جل وعلا، فإنها أوثق العرى، وبها تتحقق السعادة في الدنيا والفوز في الأخرى، والعاقبة للتقوى.
أيها المسلمون، إن الله سبحانه وتعالى فرض الجهاد على المسلمين، وجعله ذروة سنام الإسلام، وهو عز الإسلام والمسلمين، وما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا. ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى بمقاتلة المشركين كافة، فقال في محكم كتابه: وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَـٰتِلُونَكُمْ كَافَّةً [التوبة:36].
وحث المؤمنين على القتال، وحذرهم من التقاعس عن الجهاد في سبيل الله والركون إلى الدنيا الفانية فقال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأرْضِ أَرَضِيتُم بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ [التوبة:38، 39].
وقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بمقاتلة أهل الكتاب والمشركين والمنافقين وكل من عادى الله ورسوله والمؤمنين، فقال تعالى: قَـٰتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:14، 15].
ولفضل الجهاد في سبيل الله ومنزلته العظيمة عند الله، اشترى المولى سبحانه وتعالى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم في أعظم صفقة بيع وشراء مقابل أن يكون للمجاهدين الجنة دار النعيم قال الله تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ [التوبة:111].
وقد حث الإسلام على الغزو في سبيل الله حتى جعل أجر من جهز غازياً أو خلفه في أهله كأجر الغازي في سبيل الله، فعن زيد بن خالد قال: قال رسول الله : ((من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا)) [متفق عليه].
والجهاد ماض في هذه الأمة فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)) [متفق عليه]، وفي رواية: ((الأجر والغُنم)).
عباد الله، إن إخواناً لكم في الإسلام على أرض فلسطين يستنجدون بكم وبأخّوتكم الدينية، تسلط عليهم أعداء الإسلام بسبب إسلامهم ومجاهرتهم بإيمانهم وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ [البروج:8].
وهذا لا يخفى على كل مسلم يعيش أحاسيس إخوانه في فلسطين مما تطالعكم أجهزة الإعلام المختلفة بما يجري على إخوانكم المسلمين من التقتيل والتعذيب والإبادة من إخوان القردة والخنازير اليهود أعداء الله كل ذلك يمر على الأسماع والأبصار بالأجهزة المسموعة والمرئية في الصحف والمجلات والرسائل والنشرات، فمما يعانيه شعبنا المسلم المرابط في فلسطين المحتلة أذكّر بما يلي:
إن جهاد إخواننا في فلسطين المحتلة هو جهاد عظيم في سبيل الله تعالى، للدفاع عن مقدسات المسلمين و لرفع الظلم عن أنفسهم و لاسترداد أرضهم و أرض المسلمين، يحتسبون فيه ما أصابهم من ألم أو همّ أو نصب، ولا أعلم اليوم جهاداً في سبيل الله هو أفضل من الجهاد معهم لمن قدر عليه بمال أو نفس أو قول أو دعاء.
ولذا فإن نجدتهم حق واجب، و نصرهم فرض لازم لجميع المسلمين بمقتضى نصوص الكتاب والسنة قال تعالى: إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10]، وقال: وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [التوبة:71]، وقال: وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرّجَالِ وَٱلنّسَاء وَٱلْوِلْدٰنِ [النساء:75]، وقال : ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه)).
أذكِّر نفسي وجميع إخواني بعموم الآيات والأحاديث في فضائل الجهاد والرباط والشهادة في سبيل الله تعالى. وهي معلومة ولله الحمد.
ومن ذلك فضل الجهاد بالمال فإنه من أعظم القربات، ومن أفضل أنواع الجهاد كل حين، فكيف وقد حيل بين المسلمين وبين الجهاد بأنفسهم في فلسطين؟ ولعظم مكانة الجهاد بالمال قدمه الله تعالى في أكثر المواضع من القرآن الكريم على الجهاد بالنفس كقوله تعالى: ٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَـٰهِدُواْ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ [التوبة:41]، وقوله: ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ [التوبة:20].
وقال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [الصف:10، 11]، وقوله: إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَـٰهَدُواْ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ [الحجرات:15].
إن خذلانهم أو التهاون في مناصرتهم ورفع الظلم والاضطهاد عنهم ذنب عظيم وتضييع لفرصة كبيرة في تحطيم آمال الصهيونية، وتعريض للمسلمين والعرب جميعاً لخطر مُدْلَهِمْ، فإن لم يغتنم المسلمون اليوم الفرصة فسيندمون على فواتها إلى أمدٍ الله أعلم به. وإن تغييب الأمة عن ذلك وإشغالها باللهو واللعب يبلغ درجة الإجرام في حقها وحق قضاياها.
إن التعاون على نصرتهم بكل أنواع النصرة الممكنة ـ مع كونه واجباً على المسلمين كما تقدم وكونه من الجهاد في سبيل الله هو أيضا داخل دخولاً أوّلياً تحت قوله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ [المائدة:2].
ولهذا فإن حض المسلمين على التبرع بسخاء لإخوانهم هو عمل صالح ((ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله)). وفي ذلك اقتداء بالنبي حين كان يحض أصحابه على الإنفاق في سبيل الله تعالى وتجهيز الجيوش كما حصل في غزوة تبوك في جيش العسرة المشهورة، قصته في الصحيحين وغيرها وفي كتب السيرة.
وإن إيصال المعونات المالية والمادية من سلاح وغيره إليهم داخل إن شاء الله تعالى في قوله : ((من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا)) متفق عليه.
ولذا فإن كفالة من يوجد من أسر المجاهدين ورعايتهم فيه هذا الفضل العظيم بل وفي إيصال ذلك إليهم إنقاذ لأنفس مسلمة، فليجتهد المسلمون في ذلك وليتسابقوا فيه.
أبشِّر إخواني المسلمين في أرض فلسطين وغيرها بأن مع العسر يسراً وأن النصر مع الصبر، وأن موقف العدو الصهيوني اليوم هو أكثر ما يكون حرجاً وشدةً، وأن التطور النوعي في أساليب الجهاد ـ مثل العمليات الاستشهادية التي نسمع عنها يومياً ليؤكد ذلك.
فالمجتمع الصهيوني مجتمع يخيّم عليه الرعب، وتسيطر عليه الشحناء، وعند كل عملية استشهادية يزداد فقد الثقة بالمستقبل لديه، كما كشفت الأحداث الأخيرة.
أيها المسلمون، لم يبق للأمة من مخرج ـ واقعاً ـ إلا المخرج الشرعي، وهو الجهاد ودعم صمود شعبنا المسلم واستمرار انتفاضته، بالبذل السخي والإنفاق المستمر.
فنهيب بكم أن تسارعوا لنجدة شعبنا الصابر في الأرض المقدسة، ونذكّر من جاهدوا بأموالهم عند بداية الانتفاضة المباركة أن الحاجة الآن أشد، والحال أشق، ونذكّر من لم يفعل ذلك أن يستدرك ويسابق في هذه التجارة الرابحة. وسوف يعوضكم الله بإذنه عما تنفقون راحة في الضمير وبركة في الرزق ونوراً في القلب، وما عند الله خير وأبقى. وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً [المزمل:20].
وإن مما يعين المسلم على الالتـزام ويضاعف لـه الأجر بإذن الله أن يخصص نسبة ثابتة من الراتب ـ أو غيره ـ يقدمها شهرياً ولو كان قليلاً ويحث أقرباءه وأصدقاءه على ذلك.
ولذا فإن نجدتهم حق واجب و نصرهم فرض لازم لجميع المسلمين بمقتضى نصوص الكتاب والسنة قال تعالى: إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10]، وقال: وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [التوبة:71].
قال الله عز وجل: إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وقال عليه الصلاة والسلام: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً))، ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))، ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)) ـ أي لا يتخلى عنه وقت الشدائد ـ ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)).
عباد الله، هذه صفات وصفها رسول الله للمسلم الحقيقي الذي اتصف بالإسلام ظاهراً وباطناً سلوكاً وعملاً مع إخوانه المسلمين المحتاجين إليه والمضطرين لعونه مادياً ومعنوياً، وفي هذه الأحاديث الشريفة الصحيحة يحث صلى الله عليه وسلم المسلمين على التعاطف والتراحم فيما بينهم وكشف الكربات عنهم، مهما استطاع العبد المؤمن بنفسه وماله وقلمه ولسانه ودعائه يؤيد ذلك الحديث الآخر: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
فيا عباد الله، أين الأخوة الإيمانية التي عقدها الله بين المؤمنين بقوله سبحانه: إنما المؤمنون إخوة أين الأخوة الإسلامية التي عقدها رسول الهدى بقوله : ((المسلم أخو المسلم))؟! أين الغيرة على إخوانكم في الدين؟! أين الذين يسارعون إلى مرضات الله؟!
أيها المسلمون، اتصفوا بالأخوة الإيمانية فيما بينكم، وحققوا الأخوة الإسلامية بين أفرادكم وجماعاتكم، وإنه ليس بمستغرب على أبناء بلد الحرمين الشريفين وعلى رأسها قيادتها التي أمرت بحملة لجمع التبرعات لإخواننا الفلسطينيين، وذلك يوم أمس الخميس حتى فجر هذا اليوم الجمعة في أنحاء المملكة والذين تسابقوا للجهاد بأموالهم بمبالغ نقدية تجاوزت ما يقارب مائتين وخمسين مليون ريال وتبرعات عينية لا تحصى، تقبل الله من الجميع ما قدموا لإخوانهم، فعقيدتنا عقيدة الولاء والبراء تدعونا لمناصرة ومؤازرة المسلمين في كل مكان والوقوف معهم في محنتهم، فيجب علينا القيام بما نستطيع من مساعدة لإخواننا في فلسطين الذين يضطهدهم أعداؤهم ويسلبون ممتلكاتهم ويسفكون دماءهم ويقذفونهم في ظلمات السجون.
إن من واجب المسلمين عون هؤلاء مادياً ومعنوياً بالمال والتأييد بالأقلام والألسن والدعوات المتتالية ليلاً ونهاراً لعل الله أن ينقذ إخوانكم من محنتهم وتسلط الأعداء عليهم، فيا أصحاب الأموال أغيثوا إخوانكم بما تجود به نفوسكم، اغتنموا قدرتكم على الإنفاق، اغتنموا حياتكم قبل الممات بالأعمال الصالحة والجهاد في سبيل الله، وإن بذل المال في سبيله من أفضل الأعمال وأجلّ القربات عند الله، يقول سبحانه: مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَـٰعِفُ لِمَن يَشَاء وَٱللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:261].
إن إخوانكم في أمس الحاجة إلى صدقاتكم وما تجود به أنفسكم من أموالكم تشدون بها أزر المجاهدين وتفرجون بها كرب المكروبين وتمسحون بها دموع الأيتام والمساكين وتواسون بها الأيامى والأرامل والمحتاجين وتخففون بها عن الجرحى والمصابين، لقد روي عن سبعة من أكابر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يحدث عن رسول الله أنه قال: ((من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم، ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجه ذلك فله بكل درهم سبعمائة ألف درهم)) ثم تلا قوله تعالى: وَٱللَّهُ يُضَـٰعِفُ لِمَن يَشَاء رواه ابن ماجه وغيره.
وروى البخاري ومسلم وغيرهما عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا)).
عباد الله، إنه مهما مرت علينا من النكبات فإن قوة الله غالبة، فقد وعد سبحانه المؤمنين بالنصر والتمكين ووعد بإظهار دينه على جميع الأديان: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ [التوبة:32].
اللهم اجمع كلمة المجاهدين على الحق ووحد صفوفهم، والطُف اللهم بإخواننا المضطهدين في دينهم في كل مكان، وأعنهم وسدد سهامهم وآراءهم يا رب العالمين.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم الذي لـه الخلق والأمر، وبيده الملك وإليه يرجع الأمر كله أن ينصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان وأن يقر أعيننا بعزة دينه وعلو كلمته وخذلان أعدائه من أهل الكتاب والمنافقين والمفسدين في الأرض، إنه على كل شيء قدير.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
|