الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها الإخوة: إن الأدعية والأذكار الثابتة بالقرآن والسنة النبوية الصحيحة ،كثيرة جداً تملأ عشرات بل مئات الصفحات .. فعلينا أن نلتزم بالثابت الصحيح وندع ما سوى ذلك.
وأفضل هذه الأدعية والأذكار والفاتحة: أم الكتاب، وهي رقية من لدغة العقرب كما هو معروف وثابت بالسنة النبوية، أما قراءتها على روح الميت، أو عند الخِطْبة، خطبة النساء أو عند إجراء العقود، كل هذه الأمور غير ثابتة بل هي من المبتدعات والمحدثات التي ينبغي على المسلم أن لا يفعلها.
ثم تأتي سورة البقرة التي لها فضل عظيم في حفظ البيت الذي تقرأ فيه، تحفظه من الشيطان ومن السحرة، وفيها آية الكرسي التي من قرأها صباحاً يحفظ يومه ذاك من الشيطان حتى يمسي، وإذا قرأها مساءً يحفظ ليله من الشيطان حتى يصبح. وأيضاً من قرأها دبر الصلاة ثم مات دخل الجنة كما جاء في الحديث عن أبي أمامة أنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)) وخاتمتها – أي خاتمة سورة البقرة - آيتان من سأل بهما الله أعطاه، ومن قرأهما في ليلة كفتاه.
وسورة الإخلاص والمعوذتان لها فضل عظيم وأجر كبير وٍحرز من الشيطان والعين، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما ثم قرأ الإخلاص والمعوذتين فمسح بهما وجهه وجسمه. يفعل ذلك ثلاث مرات، لاحظوا أيها الإخوة أن الفائدة المرجوة من هذه الآيات والسور تكون بقراءتها – قراءة تدبر ووعي وفهم – وليس بتعليقها في لوحة أوخرقة، أو ميدالية ذهبية تعلق على صدور الأطفال. فكل هذه الوسائل المحدثة يجب على المسلمين عدم فعلها، وعليهم أن يفعلوا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في قراءته ودعائه وذكره حتى يقبل منهم هذا العمل.
أما الأذكار الثابتة من السنة النبوية فأفضلها التهليل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شئ قدير. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه)) وقول: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خير مما طلعت عليه الشمس))، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه ذكراً ودعاءً ينبغي لنا حفظه وتعلمه حيث قال له: ((ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار؟ تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملئ ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله على ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملئ كل شيء، وتسبح الله مثلهن، تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك)).
أيها الإخوة: جاء في الحديث المتفق عليه: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)).
وأختم بهذا الذكر الذي من قاله مرة أعتق ثلثه من النار، ومن قاله مرتين أعتق ثلثيه من النار، ومن قاله ثلاث مرات أعتق كله من النار، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهذا الذكـر هـو: ((اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وأشهد من في السموات ومن في الأرض أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك)).
أيها الإخوة: لم أقصد في خطبتي هذه حصر الأدعية والأذكار الثابتة بالقرآن والسنة، ولكنني قصدت الإشارة.
وبالرجوع إلى كتب السنة الصحيحة يمكن الإطلاع على تلك الأدعية والأذكار، وإذا كان يصعب على المرء الرجوع إلى كتب السنة فعليه بكتاب رياض الصالحين للإمام النووي، والذي أرى ألا يخلو منه بيت مسلم، ففيه من الأمور الشرعية التي لا يستغني عنها كل من أراد الزيادة في الأجر والبعد عن الوزر .كما ينبغي على كل مسلم أن يكثر من الاستغفار بقول: أستغفر الله، أستغفر الله أو يقول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، أو يقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، فإن في كثرة الاستغفار فرج من كل همّ، ومخرج من كل ضيق، ورزق من حيث لا نحتسب. قال الله تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً وكذلك يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة في هذا اليوم يوم الجمعة، فإن في كثرة الصلاة عليه تفريج للكرب ومغفرة للذنب وزيادة في الرزق.
فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه عدد ما خلقت وعدد ما تخلق إلى يوم القيامة يا رب العالمين.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. |