أما بعد:
لا يدري ماذا يقول المسلم وبماذا يبدأ والمجازر الدموية على أرض فلسطين قد تعدى الشيوخ والنساء والآمنين حتى وصل الأطفال الصغار ممن هم في سن العاشرة ونحوها. والعالم كله يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه.
أيها المسلمون: لا يخفى على ذي قلب ما يتعرض له إخواننا في القدس وفلسطين وهم يذودون عن حياض الإسلام ومقدساته، وكيف يتعرضون للقتل بوحشية وهمجية من اليهود المعتدين، والعالم كله شرقاً وغرباً في موقف المتفرج الذي يلوم المعتدى عليه ولا يجرؤ أن يعاتب المجرم فضلاً أن يوقفه عند حده.
ولا شك أن الأمة تجني ثماراً نكدة تحصدها اليوم، يوم أن تخلت عن عزتها وكرامتها يوم أن تسولت على موائد المفاوضات لاهثة وراء سلام مزعوم لا يمكن أبداً أن يتحقق، لأنه وبكل وضوح مع أناس لا عهد لهم ولا ميثاق ولا خلاق. ومن أصدق من الله قيلاً، وهو سبحانه القائل عنهم: كُلَّمَا عَـٰهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [البقرة:100]. وتتوالى الأحداث، وتتفتق الجروح، ولعمر الحق إنه لمظهر من مظاهر الهوان، ولا تزال الأمة تبتلى بأحداث وقضايا حتى ينُسي آخرها أولها، ويغطي حديثها على قديمها.
ماذا أقول وقلبـي بـات يعتصـر؟ مما يدور وما يجري وينفــــطر
ماذا أقول وأعمـاقي ممزقــــة؟ والصمت ران كأن الحال يحتضـر!!
ماذا أقول وسمعي مـا به صمــم؟ والعين تدمى وماء العين ينحـــدر
فالقدس تشهد أحـداثاً مروعــــة والليل أعمى ووجه الأرض معتـكر
فالحال يندي جبين الحـر واأسفــي فالعسف والنسف والإرهاب والجُـدُرُ
والقـدس تُنعى وأقصانا يصـيح بنـا والختل والقتل والإقصاء والنـــذر
يا ويـح صهيون ما أودت وما فعلت لا الشعب ينسى ولا الأيام تغتفـــر
من ذا يقوم ويسقي الترب من دمـه؟ من ذا يضرّج باب المجد يستطــر؟
من ذا يكبر لا يلوي علـى أحــد ؟ من ذا يشمر للعليـا ويبتــــدر؟
طفل الحجارة أي المجد سطــــره ناءت عن المجـد آسـادٌ ولا آثــر؟
حتى انبرى طفلنا بالصخر يحملــه فالكون كبـر والمقـلاع والحجـــر
الله أكبر فـي الساحات نسمعـــها الله أكبـر بالأعـداء تنفجــــــر
اللـه أكبـر يـا ربـاه أحـي بنـا روح الشهـادة فالأعداء قـد كثــروا
تكالبـوا واسـتقروا فـي مـرابعنـا أواه يــا أمتــي الأورام تنتشــر
ماذا أصـاب بني اليرموك فانتبهـوا؟ ماذا أصاـب بني حطـين؟ مالخبـر؟
لا يصلح الحـال درب لا دماء بــه فما الحلول ولا الأوهـام تزدهـــر
جيل الحجـارة أحيا نبض أمتنـــا فالحق يشرق والآمـال تنتثـــــر
فالطفل يرجم أهل الشرك ممتشــقاً أعمى أصـم ولكن بـات ينشطـــر
والهدي صبغته والديـن عزتــــه والنـور عـدته والآي والســــور
قـد لقـن الكل درسـاً لا كـلام به ما أعظم الـدرس إن بالنفـس يستطـر
عفواً بني قومـي لا عـذر ينفعكـم صهيون يعبث بالأقـداس والزمـــر
بنو اليهـود أقـاموا صرح هيكلهم ونحن نرقـب مـا يأتـي بـه الهـذر
فمـا التـفـاوض والبلـدان تنفعنـا ولا الوفـاق ولا أوراقه الحمــــر
لا يُرجع الحق إلا خفق ألويــــة تطـوي الثريـا وللآفاق تنتشــــر
لن يسعف الحال إلا مهجـة عزمـت تسقـي التراب وترويه وتصطـــبر
أيها المسلمون: إن جُرح فلسطين أعظم جرح، وكارثتها أعظم الكوارث، أرض فلسطين ليست ملكاً للفلسطينيين وحدهم بل هي للمسلمين جميعاً، هي أمانة في أعناقهم، فهي ميراث نبيهم، وإذا كان يهود قد تسلطوا عليها وطردوا أهلها، وسفكوا الدماء بها ولا زالوا منذ خمسين سنة يرتكبون فيها المظالم والتصرفات الوحشية تحت حماية الدولة الأمريكية. فما كان للمسلمين أن يعترفوا باغتصاب عدو فاجر خبيث، ولا أن ينساقوا تحت أي ضغط لما يسمى بعملية السلام وهي في الواقع عملية استسلام، لقد كان على المسلمين أن يحاسبوا أنفسهم، وأن يصلحوا أحوالهم، كما فعل أجدادهم عندما واجهوا الاحتلال الصليبي لفلسطين مدة تزيد عن تسعين سنة، ومع ذلك لم يستسلموا بل نصروا الله بتحكيم شرعه، فنصرهم الله القائل: وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ [آل عمران:126]. والآن أما آن للأمة أن تفيق من غفلتها وتستيقظ من نومتها وأن تنفض عن نفسها لباس الذل وتعود إلى سر عزتها وعنوان مجدها، وأن تنتصر لدينها وتنصر أبناءها في أرض الرباط. وإذا تعذر النصر بالمال والعتاد والنفس لأسباب لا تخفى؛ فلا أقل من المؤازرة والنصرة بالكلمة والدعاء.
أيها المسلمون:
يقول الرسول : ((لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على لله من أن يراق دم امرئ مسلم)). وفي رواية: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)) [رواه الترمذي والنسائي].
وبالرغم من غلاء دم المسلم فإن المجازر باتت تقام للمسلمين في كل مكان وأصبح الدم المسلم رخيصا لا يقام لإراقته وزن. وإن العالم كله من أقصاه إلى أقصاه لا يكاد يغمض عينيه حتى يفتحها على هول المأساة التي يعيشها المسلمون على أرض فلسطين. لقد كان من المتوقع أن الشعارات البراقة التي يرفعها الغرب الكافر مثل حقوق الإنسان، والشرعية الدولية، والنظام العالمي الجديد، والديمقراطية، سيكون الغرب جادا في عدم تجاوز حدودها، لكن أحداث القدس الحالية والمذابح المرتكبة هناك، كشفت عورة الدول الغربية وأبانت زيف وعنصرية شعار حقوق الإنسان، وعُرف من هو الإنسان الذي تحفظ حقوقه، إنه كل أحد ما عدا المسلم. إن حق تقرير المصير للشعوب داسته رصاصات اليهود ومزقته طائراتهم، واستخدموا المدرعات والأسلحة الثقيلة في مواجهة شعب أعزل، وقد بلغ عدد القتلى بالعشرات والجرحى وصل إلى ألف وثلاثمائة جريح والله المستعان، ومع كل هذا تجد الصمت العجيب للمجتمع الدولي على الغطرسة والعربدة الاسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية.
لقد أكدت الأحداث أنه لا أحد يملك سلطة القرار الفلسطينى سوى الجماهير الفلسطينة، ولن يوقف هذه الجرائم إلا الجهاد. إن مقدسات المسلمين وديارهم لا يعيدها إلا جهاد صادق في سبيل الله، وإلا فلا نصر ولا كرامة ولا عزة قال رسول الله : ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)) [رواه أحمد وأبو داود]. قال الله تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِم بِغَيْرِ حَقّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ [الحج:39-40]. وقال سبحانه: إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءانِ [التوبة:111]. وعندما يعلن الجهاد الإسلامي الحقيقي عندها ستتغير الموازين، وأكثر ما يرعب الغرب كلمة الجهاد لأنهم يدركون معناها.
أيها الأحبة: إن إزالة أسباب الخذلان والهوان أهم وأولى من إزالة آثار العدوان وهذا الطغيان لن يوقفه إلا الإسلام، وان مَيْل الميزان لا يعدله إلا القرآن، الحل بيّن، والحق واضح، إنه صراع عقائد، ومعركة مع من كفر بالله واتخذ له صاحبة وولدا تعلى الله عما يقولون علوا كبيرا، إنه حكم قرآني لا تشوبه شهوات ولا شبهات، حقائق اليقين من رب العالمين وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]. لقد سمعتم كما سمع العالم كله تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن حكومته سوف تستخدم جميع السبل لوقف إراقة الدماء في أسوأ أعمال عنف تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ أربع سنوات، وطالب بالتحرك لقمع أعمال العنف، وقال إن بلاده قد تلجأ حتى لاستخدام الدبابات لوقف الاشتباكات الدموية التي تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة، وأضاف لراديو إسرائيل أن الجنود والضباط لديهم أوامر باستخدام أي وسيلة لحماية المدنيين الإسرائيليين. وهل هناك وسيلة أكثر من إطلاق الرصاص على طفل أعزل عمره عشر سنوات، على مدى خمسة وأربعين دقيقة كان والد محمد يحاول حمايته من نيران الإسرائيليين لكن دون جدوى، حيث انطلقت النيران لتضرب الحائط الذي احتميا به، والأب يلوح للقوات الإسرائيلية في يأس ويهتف صارخا: لا تطلقوا النار، ولكن القصف استمر لتستقر أربع رصاصات في الطفل الذي سقط قتيلا بين يدي أبيه، حاول اثنان من سائقي سيارات الإسعاف إنقاذ الصغير، فقتل أحدهما وأصيب الثاني.
إن لحظات استشهاد الطفل الفلسطيني وهو يحتمي بوالده من الرصاص الذي مزق جسده الطاهر لحظات رهيبة كشفت بشاعة الجرم اليهودي وقذارة جيشهم وجنودهم، وصورت هواننا ورخص أطفالنا. إن موت هذا الطفل كشف بلادة الحس والغيرة عند الإعلام العربي الذي يبدو أنه استمرأ الخلاعة والرقص وتغييب وعي الناس، وتمجيد التفاهة وتضخيم الدعاية. مرت الإذاعات العربية ومحطات التلفاز ومعظم الصحف العربية على الخبر وكأن الميت كلب أو قطة في فيلم أمريكي سخيف لتؤكد أن الإعلام العربي أصبح جرحاً ميتاً، لا يتألم ولا يهزه إلا الرقص ولا يشده سوى مسابقات الجمال وحفلات الطرب ومهرجانات التسوق. وكيف يعطي إعلامنا هذه القضية حقها وهو مشغول بأولمبيات سدني؟ لاشك أنه أهم وأولى!!.
سيبقى موت هذا الطفل المسلم جمرة تشتعل في قلوبنا إلى الأبد، وإن تجاهلها الإعلام الموجه وأهل السياسة، ولا نستبق الأحداث، ولا ندعي علم الغيب لكن قتل هذا الطفل البريء سيكون محرضاً للغضب والثأر بإذن الله، وسيدفع ثمنه جميع اليهود الذين يدنسون تراباً عطره ذلكم الطفل المسلم بدمه الزكي. إنه من الصعب تحديد حجم العمليات البطولية الاستشهادية والتي سنفرح بها بإذن الله التي ستطاول اليهود ومجرمي الحرب على الأرض المحتلة وخارجها، ومن الصعب الآن إحصاء عدد الذين سيحصدهم ثأر الطفل المسلم، لكن بالتأكيد أن العمليات التي سينفذها رجال المقاومة الإسلامية وشباب فلسطين الرجال ستكون بحجم الغضب وحرارة النار التي أحرقت صبرنا، والجحيم الذي أشعل خواطرنا على موت طفلنا المسلم بهذه الطريقة المتوحشة الهمجية المفجعة.
لقد كان منظراً هيّج نفوسنا، وأجج أحاديثنا، وقلّب مواجعنا، وكشف عوراتنا، وأهان رجولتنا، ومرغ أنوفنا، وأغرقنا بالدموع كالنساء، وإن مما يزيد الأمر حسرة وألماً أنك تجد وفي خضم هذه الأحداث وإذا بهذا الخبر العجيب الذي نشرته جريدة الحياة[1]. كنا نتوقع غضبة إسلامية لهذا الحدث، أو على الأقل أن يحصل مقاطعة أو استنكار فإذا بنا نفاجأ بهذا الخبر: حفلة في دبي للحيوانات الأليفة. تستضيف أمارة دبي الأسبوع الجاري احتفالاً يتعلق بالرفق بالحيوانات الأليفة تنظمه جمعية أصدقاء القطط احتفالاً باليوم العالمي للحيوان، وتتضمن فاعليات النشاط الذي يعود ريعه لصالح جهات خيرية محلية مهتمة بشؤون الحيوانات، بالإضافة إلى مزاد وعروض موسيقية ومسابقات ترفيهية للعائلات والأطفال وكرنفال للحيوانات ومعرض للأعمال اليدوية.
تتمة الخبر: إنها جمعية غير نفعية تهدف إلى العناية بالقطط الهائمة في شوارع الإمارات. وتفيد أن الجمعية قدمت خدماتها لأكثر من سبعة آلاف قطة كما ساهمت في تعقيم 2500 قطة بمعدل 40 قطة شهرياً. انتهى الخبر.
ونحن أيضاً بهذه المناسبة ننتهز هذه الفرصة الطيبة ونشكر هذه الجمعية والإخوة الأفاضل القائمين عليها جهودهم المباركة بالقطط، ونقترح إن كان هناك مجال للاقتراح أن يفتحوا جمعية أخرى تُعنى بشؤون الفئران الإماراتية.
لقد حُق لليهود أن يستبيحوا دماءنا، وأن يعبثوا بأراضينا مادامت هذه اهتماماتنا والله المستعان.
أيها المسلمون: لماذا يقتل هذا البريء؟ لماذا يطلق الرصاص على ذلك الطفل؟ ما ذنبه ألأن اسمه محمد على اسم صاحب الإسراء عليه الصلاة والسلام، أم لأنه مسلم من أمة الإسلام، أم لأنه سليل الأفذاذ من الرعيل الأول، أم هي محاولة أخرى للقضاء على رموز العزة ومنابع الفخار والإباء في أمتنا، ما ذنبه ليقتل:
أَذنْبـك اْلاسـْمُ أمْ إسـلامك الذنـْبُ أم أنَّ أسـلافك الفـاروقُ والصـَحْبُ
أم ذنـب آبائـك الأحـرارِ أن ربـَّوْ كَ علـى أنَّ نـار الثــأر لا تخبـو
أم ذنـب قلبـك أن القـدس محفورٌ هـواهُ فـي القلبِ والأقصى هو اللبُّ
أم ذنبنا نحـنُ أنْ نِمْنا علـى ضـيم والقـدس ضيَّعهـا حُكّامهـا العُرْبُ
عفـوًا طفلنـا فحـربنـا صــوتٌ وسلاحنا خطبة عصمـاءُ أو شـجبُ
أمـا الجـهـاد فإرهـاب وتـرويعٌ ومجلس الأمن لا يرضـى فلا حربُ
فيا محمـد عـذراً مـا لنـا حـوْلٌ حتى الجهادُ اشـْترى راياتـِهِ الغرْبُ
أَرْخَصـْتَ غالـيْ الـدم ولـم تجبنْ فمُتْ شـهـيداً وَأَخْجِلْ منْ به رَهْبُ
واْفضـح بمـوتك من باعوا فلسطينا بصفقةٍ قـد رعاهـا النَسـْر والدُبُّ
عصابة من لصوص رأسـها لـص فَهَمُّهـُمْ مالُهـم وجهادهـم سـلب
زعيـمـهـم ذَنَبٌ والـذلّ يغشــاهُ مـن يلـقَ قبَّلـهُ لـو أنـه كلـْبُ
جبْنٌ إذا واجهـوا الأعـداء هابوهـم أما الشجاعة يصلى نارهـا الشـعب
سحقاً منظمـة التحـرير يـا عـاراً على فلسطين لـم يطهـر لها ثوبُ
ضـاعت قضيتنـا من يـوم أن كنتمْ وغاب عنها أسود ضـربُها عَطْـبُ
ما حرّر القدس والأقصـى طواغيتٌ ولا السـلام يفيـد وأخذها غصـبُ
ما حرر القدس والأقصى سوى جيلٌ رأى الجهـاد سبيـلاً سنّـَهُ الربُّ
نفعني الله وإياكم. .
العدد 13719 في 6/7/1421هـ |