.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

ذكرى الهجرة النبوية

985

سيرة وتاريخ

السيرة النبوية

إسماعيل الخطيب

تطوان

1/1/1420

الحسن الثاني

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- أمر الهجرة وأنه حَدَث عظيم أرّخ به الصحابة لأهميته في الإسلام 2- الهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة وهجرة رسول الله إليها وما حصل في هجرته

الخطبة الأولى

ها نحن بالأمس ودّعنا عاما واستقبلنا اليوم عاما آخر، ودّعنا بالأمس عاما ماضيا شهيدا، واستقبلنا عاما مقبلا جديدا،، فليت شعري ماذا أودعنا في العام الماضي وماذا نستقبل في عامنا الجديد.

إن من آيات الله تعاقب الشهور والأعوام، وتوالي الليالي، وكل عام يمضي فلن يعود أبدا، لذلك كان على المؤمن العاقل أن يغتنم الأيام بالعمل الصالح الذي سيجد ثوابه في دار الجزاء.

لقد طوى ملف العام التاسع عشر من القرن الخامس عشر، طوى بما كان فيه من عمل صالح أو آثام، وجفت الصحف ورفعت الأقلام، والملائكة الكرام هم الكتاب والشهود على الأنام، فهنيئا لمن أحسن في العام الماضي واستقام، وليحاسب كل منا نفسه، وليتذكر ما قدمه، فإن كان خيرا حمد الله وشكره وإن كان شرا تاب إلى الله واستغفره.

لقد استقبلكم - أيها الأحباب – العام الهجري الذي اتفق الصحابة على جعله مبدأ لتاريخ الإسلام، وذلك لأنهم رأوا في الهجرة أعظم نصر حققه الإسلام، وميلادا جديدا للإسلام هذا الإسلام الذي أحيا به عقولا سممتها الشكوك والشبهات وأحل به من الأغلال أفكارا قيدتها الخرافات، والهجرة مثل رائع للثبات والصبر والتحمل وقوة الإيمان، فلقد قام الرسول بمكة يدعو الناس إلى الله، فأوذي وحورب وحوصر حتى أراد الله إظهار دينه فساق إليه نفرا من الأنصار من أهل المدينة فآمنوا ورجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم إلى الإسلام، فلم تبق دار من دور الأنصار إلا ودخلها الإسلام، وهكذا هيأ الله لرسوله دار الهجرة.

وقبل الهجرة إلى المدينة هاجر المهاجرون الأوائل إلى الحبشة، ففي الوقت الذي اشتد فيه أذى الكفار لرسول الله ولمن أسلم وجهه لله أذن الرسول في الهجرة إلى الحبشة وقال: ((إن بها ملكا لا يظلم الناس عنده)) فهاجر من المسلمين اثنا عشر رجلا وأربع نسوة في مقدمتهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله فأقاموا في الحبشة في أحسن جوار وتوالت الهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة، فكان المهاجرون إلى المدينة يخرجون متسللين أولهم مصعب بن عمير فقدموا على الأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم ثم أذن الله لرسول الله في الهجرة فخرج من مكة يوم الاثنين في شهر صفر وله إذا ذاك ثلاث وخمسون سنة ومعه أبو بكر الصديق وعامر بن فهيرة، مولى أبي بكر، ودليلهم عبد الله بن الأريقط فدخل غار ثور هو وأبو بكر فأقاما فيه ثلاثا ثم أخذا على طريق الساحل فوصلا إلى المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، فنزل بقباء وأسس مسجد قباء، (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه) فأقام بها أربعة عشرة يوما ثم خرج يوم جمعة إلى المدينة فصلاها في بني سالم ثم سار راكبا ناقته وجعل الناس يكلمونه في النزول عندهم ويأخذون بخطام الناقة فيقول خلوا سبيلها فإنها مأمورة فبركت عند مسجده اليوم.

ولا يستطيع واصف أن يصف ذاك المشهد العظيم حين خرج أهل المدينة مهللين مكبرين فرحين بمقدم النبي الكريم وخرجت البنات فيما يرويه ابن هشام فرحات بمقدم النبي وهن ينشدن:

           نحن جوار من بني النجار                       يا حبذا محمد من جــار

فقال لهن : ((أتحببنني، فقلن نعم، فقال : الله يعلم أن قلبي يحبكن)).

نعم – أيها الأحباب – هاجر المسلمون إلى الحبشة وهاجر النبي إلى الطائف، ثم هاجر مع أحبابه إلى المدينة وهنالك أقيمت دولة الإسلام، وقد شاء الله أن تقوم دولة الإسلام بالهجرة، وأن يحفظ الإسلام التضحية بالمال والوطن والحياة في سبيل الدين، وبذلك يضمن المسلمون لأنفسهم المال والوطن والحياة، من أجل هذا شرع مبدأ الهجرة في الإسلام والهجرة ألم وعذاب، فهي ليست هروبا من الأذى بل هي تبديل للمحنة ريثما يأتي الفرج والنصر، وها نحن نرى على مر التاريخ أن الهجرة كانت سبيلا للنصر والعزة، كما كانت هجرة محمد الخامس رحمه الله.

فهجرة النبي من مكة إلى المدينة بحسب الظاهر ترك للوطن وتضييع له لكنها كانت في الواقع حفاظا عليه وضمانة له، فقد عاد بعد بضع سنوات من هجرته عاد إلى وطنه الذي أخرج منه عزيز الجانب منصورا مظفرا من أجل كل ذلك أرخ المسلمون بالهجرة  فلقد كانت نصرا وميلادا جديدا للإسلام.

وها نحن في مستهل عامنا هذا نجتمع مستحضرين لهذه الذكرى العزيزة فحق لنا أن نتوجه إلى ربنا خاشعين ضارعين قانتين.

 

الخطبة الثانية

لم ترد.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً