.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

المسجد الأقصى

979

الرقاق والأخلاق والآداب, فقه

المساجد, فضائل الأزمنة والأمكنة

إسماعيل الخطيب

تطوان

27/7/1418

الحسن الثاني

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

مكانة المسجد الأقصى وفضله وأن المسلمين عملوا على تحريره حتى كان ذلك في عهد عمر رضي الله عنه , ثم إن النصارى احتلوه وسفكوا فيه الدماء وأن الله قيّضَ صلاح الدين الأيوبي الذي استعاده منهم , وأن اليهود احتلوه هذه الأيام وأفسدوا فيه وسوف يُهلكهم الله تعالى كما ورد بذلك الخبر

الخطبة الأولى

أما بعد:

كان الإسراء من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، وهذان المسجدان مع المسجد النبوي بالمدينة هي المساجد التي قال عنها رسول الله : ((لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى))[1]، فهي مساجد الأنبياء، الأول قبلة الناس وإليه الحج، الثاني أسس على التقوى، الثالث، كان قبلة الأمم السالفة، وظل كذلك قبلة لأمة نبينا محمد تصلي نحوه ستة عشر شهرا، ثم أمروا بالبيت، وهذه المساجد هي التي يتجه إليها المسلمون من بقاع الأرض لعبادة الله، ولقد عمل المسلمون عام 15 في خلافة عمر على ضم المسجد الثالث إلى أخويه، فما كان لهم أن يتركوا قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم بيد من لا يؤمن بالله ورسوله، فهم يقرؤون في كتاب الله تعالى:  سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فإذا كانت راية الإسلام قد ارتفعت فوق جبال مكة حيث كان انطلاق الإسراء، فلا يعقل أن تبقى الأرض التي أم فيها رسول الله الأنبياء تحت حكم أعداء الله، لذلك بعث عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح لفتح دمشق وبعد فتحها اتجه إلى بيت المقدس فحاصرها، وطلب أهلها أن يأتي عمر بنفسه. فجاء ليتمّ فتح مسرى النبي على يد الخليفة الثاني عمر، فدخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله ، وصلى بالمسجد الأقصى معلنا بذلك أن القدس ومسجدها للإسلام، وبقي المسجد الأقصى آمنا يعمره أهل الإيمان إلى أن قام عباد الصليب باحتلاله يوم 23 شعبان 492 هـ، فقتلوا فيه في يوم واحد أكثر من سبعين ألف مسلم بينما لم تسقط نقطة دم عند فتحه على يد عمر وجيش الإسلام، وظل عباد الصليب يفسدون في أرض الإسراء، وساعدهم على ذلك اختلاف حكام المسلمين فيما بينهم وتنافسهم على الكراسي حتى شاء الله تعالى أن يأتي بالفرج على يد صلاح الدين الأيوبي الذي قاد جيشا مباركا، فتح به أرض فلسطين وهزم الصليبين في معركة ((حطين)) عام 583.

والنصر والفتح لا يمنحه الله تعالى إلا للمؤمنين الصادقين المجاهدين لإعلاء كلمة الدين  فصلاح الدين عاد بالمسلمين إلى عهد السلف فأقام العدل وابتعد عن اللهو والعبث وأنفق الأموال في مصالح الأمة، وعندما مات لم يخلف في ملكه إلا سبعة وأربعين درهما، وكان محبا للعلماء يحرص على مجالستهم وينتفع بإرشادهم فحرص على الجهاد ورفع راية الإسلام وتحرير أرض فلسطين، فحقق الله آماله، قال تعالى: وكان حقا علينا نصر المؤمنين ، وعندما اقترب من القدس خاف الصليبيون أن يعاملوا بالمثل فطلبوا الأمان، فأجابهم لذلك، وفتح الله القدس للمسلمين مرة أخرى دون أن تسقط نقطة دم وشاء الله أن يعود بيت المقدس إلى الإسلام يوم الجمعة 27رجب عام 583 بعد أن بقي مدة 92سنة تحت الاحتلال الصليبي .

عباد الله، في سورة الإسراء نقرأ الإشارة إلى حكمة الإسراء لنريه من آياتنا وبمناسبة المسجد الأقصى يذكر كتاب موسى وما قضى فيه لبني إسرائيل من هلاك وتشريد بسبب إفسادهم وطغيانهم، قال تعالى: وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ، فالله تعالى يخبر أن بني إسرائيل سيفسدون في الأرض المقدسة التي بها المسجد الأقصى مرتين، خلال دولتين تقومان على الظلم والبغي والاستكبار، وأنهم كلما ارتفعوا وسيطروا واتخذوا ذلك وسيلة للإفساد سلط الله عليهم من عباده من يقهرهم ويدمرهم، ويذكر العلماء أن الإفساد الأول وقع بقتلهم للأنبياء، ومخالفة أحكام التوراة، وأن المرة الثانية لم تقع بعد، وما يقع الآن في أرض فلسطين مقدمة للمرة الآخرة.

فها هم بنو إسرائيل قد بلغوا من العلو والسيطرة ما لم يبلغوه من قبل، فاحتلوا أرض فلسطين والقبلة الأولى وأخضعوا أقوى دول العالم لسيطرتهم، وهيمنوا على الإقتصاد ووجهوا وسائل الإعلام، وتوددت إليهم مختلف الدول، وأصبح أمرهم هو المطاع وهم يعلنون، بكل وقاحة، أنهم سادة الدنيا وغيرهم عبيد، يقول أحد حاخامتهم (الأغيار، أي غير اليهود، مخلوقات شيطانية كلية لا يوجد فيها ما هو خير إطلاقا ووجود غير اليهودي ليس ضروريا حيث أن كل الخليقة كانت من أجل اليهود وحدهم) هذه عقيدتهم ولذلك تراهم اليوم يعملون على الهيمنة على اقتصاد البلاد الإسلامية، ليكونوا سادة مسيطرين، لكن نحن على يقين أن وعد الله حق، وأن وعد الآخرة آت لا ريب فيه فنبينا عليه الصلاة والسلام يقول: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس))[2]، وأخبر أن المسلمين سيقاتلون يهود، وأن الحجر سينطق مخبرا بأماكن وجودهم، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز .

عباد الله: قال نبينا : ((خمس بخمس: ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا - نقصوا - المكيال والميزان إلا منعوا القطر وأخذوا بالسنين - المجاعة - ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر))، فمن أسباب حبس المطر منع الزكاة، فالله تعالى يرحم من عباده الرحماء، والناس اليوم بحاجة ماسة لماء السماء، وهم قبل ذلك بحاجة إلى التوبة وأداء الحقوق والاستغفار: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا  ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا .

اللهم أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث من السماء، واجعل ما أنزلت قوة لنا وبلاغا إلى حين.

 



[1] رواه البخاري .

[2] رواه أحمد: ( 383 22).

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً