.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

شتان ما بين الإسلام والثقافة الغربية

6701

العلم والدعوة والجهاد

محاسن الشريعة

سعود بن إبراهيم الشريم

مكة المكرمة

28/5/1433

المسجد الحرام

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- مثل النبي . 2- عمل الأعداء على إضعاف الثقة بالإسلام. 3- سيطرة الثقافة الغربية. 4- سبب هذا التأثير. 5- فضل الإسلام وأصالته.

الخطبة الأولى

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، اتقُوه في سرِّكم وعلَنِكم، وغضَبِكم ورِضَاكم، وفرَحِكم وتَرَحكم، واعلموا أن العاقبةَ للتقوى، إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 90].

عباد الله، خرجَ رسولُ الله على أصحابه ذات يومٍ فقال لهم: «إنما مثَلي ومثَلُ ما بعَثَني اللهُ بهِ كمَثَل رجلٍ أتَى قومَه فقال: يا قوم، إني رأيتُ الجيشَ بعيني، وأنا النذيرُ العُريان، فالنَّجاء، فأطاعَه طائفةٌ من قومه، فأدلَجوا فانطَلقوا على مهلِهم فنَجَوا، وكذَّبَت طائفةٌ منهم فأصبَحوا مكانهم، فصبَّحهم الجيشُ فأهلَكهم واجتاحَهم. فذلك مثَلُ من أطاعَني فاتَّبَع ما جِئتُ به، ومثَلُ من عصاني وكذَّبَ بما جِئتُ به من الحقِّ» رواه البخاري ومسلم.

هذا حديثٌ صريحٌ صحيحٌ من مِشكاة النبُوَّة الحَقَّة، من تأمَّلَه بخالصِ فكرِه وعدلِ منطِقِه ليُوقِنَنَّ أن ملامِحَ ما ذكَرَه النبي قد بدَأَت في الظهور على فَترةٍ من الاعتِزاز بالدين والعلمِ، وإبَّان طفرةٍ طاغِيةٍ من الظواهِر المعلوماتية والهَيَجان الثقافي، والتي تصُبُّ في قَالَبٍ واحدٍ هو جَعْلُ العالَمِ كُلِّه كالكُتْلَة الواحِدَة دون تميُّزٍ.

وقد بُذِلَت جهودٌ أجنبيَّةٌ عن الإسلام يُسانِدُهم فيها بعضُ السُّذَّجِ من بني الإسلام بجُهودٍ لا تقِلُّ أثَرًا عن الآخرين على إضعافِ الثقةِ بالإسلام وبتشريعه، وثقافاته وآدابه، وقُدرته على تسيير شؤون الحياة الدينية والدنيوية على حدٍّ سَواءٍ، على أن يُولِّد هذا الضعفُ لدى العوامِّ من المُسلمين رِضًا ببعضِ الإسلام الذي تلقَّوه من كتابِ ربهم، وتعلَّموه من سنة نبيِّهم .

والجهودُ مبذولةٌ من قِبَل أعداء الإسلام في أن يرَوا في واقعِ المُسلمين إسلامًا منقوصًا في الحقيقةِ والأطراف، ومنقُوضَ العُرَى والوشائِج، لا ينبغي أن يتدخَّلَ في شؤون التشريعات كافَّةً دون استِثناءٍ، أو يقتلِعَ من السُّلوك العام ما يخدِشُ قِيَمَه ويمَسُّ مُثُلَه الرفيعةُ؛ بحيثُ لا يبقى من الإسلام إلا اسمُه، أو على أقلِّ تقديرٍ الإبقاء على ضروراتٍ الزمنُ كَفيلٌ بزوالها، أو بتغيُّر المفاهيم تِجاهَها، لتأتِيَ أجيالٌ مُهيَّأةٌ لقَبُولِ مثلِ هذه الصور المُشوِّهةِ للإسلام. فيألَفُ البعضُ التفلُّتَ من المُسلَّمَات، مع تنصُّلٍ عن الإنصافِ، وبُعدٍ عن الطرحِ النَّجِيحِ المُوافِقِ للعقلِ الصريح والشرعِ الصحيحِ.

لقد سيطرت الثقافةُ العالميةُ المُعاصِرةُ طِوالَ هذه الفترة سيطرةً مُحكمَةً، زادَ في إحكامِها وغلَبَتها الطوفانُ الإعلاميُّ والإعصارُ المعلوماتيُّ، حتى غطَّت ما تُغطِّيه الشمسُ، فبلَغَت كلَّ ملجأٍ ومغاراتٍ ومُدَّخَل.

لقد غيَّرَت هذه الثقافةُ مظاهرَ الحياة وطريقةَ العيش، حتى أصبحَت لدى كثيرين أمرًا لا مناصَ منه، ولو كان على حِسابِ أصالةِ الدين والإسلامِ الصحيحِ.

نعم، نحنُ لا نُنكِرُ أنَّ في الثقافةِ العالميةِ المُعاصِرة ما ينفعُ مما يقتضِيهِ الاختِيارُ العقليُّ والمنفعةُ العلميةُ، شريطةَ ألا يجُرَّنا ذلكم إلى تهميشِ ما شرَعَه الله لنا، أو التمسُّكِ به على تخوُّفٍ أو استِحياءٍ؛ لأن أسوأَ ما يُمكِن أن يُفكِّرَ فيه أهلُ الإسلام أن لا يكون لديهم ثِقةٌ كاملةٌ بشريعتهم، أو أن ينالَ هذه الثقةَ شيءٌ من الوَكَزات الجارِحة، فلا يُحسِنُ أحدُهم أن يقول كما قال الفاروقُ رضي الله تعالى عنه: (نحن قومٌ أعَزَّنا اللهُ بالإسلام، فمهما ابتغَيْنا العِزَّةَ من دونِه أذَلَّنا الله).

فلا عجَبٌ -عباد الله- حينئذٍ أن نرى تصوُّرات الناس تِجاه الثقافات العالمية بمن فيهم المُسلِمون مُنسجِمَةً معها مُنقادَةً مهما كانت تتناقَضُ أو تتعارَضُ مع رُوح الثقافةِ الدينية الشرعية.

ولقد كان سببَ هذا التأثير أمران اثنان:

أحدُهما: القوةُ المادية والمعنوية لغير المُسلِمين، والتي تعاظَمَت في جميع مناحِي الحياة باجتماعِ الأثافِيِّ للثالُوث: العسكري، والاقتصادي، والسياسي.

وثانيهما: قلَّةُ الثقة، والضعفُ في إذكاءِ الثقافة الإسلامية الأصِيلَة، وإبرازِها على وجهها الصحيح، والشجاعة والإتقان في بيان محاسِنِها وأثرها على الكونِ والحياة. وهي الربانيةُ المُحكَمة؛ لأنها صِبغَةُ الله، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ [البقرة: 138].

ولو ألقَينا نظرةَ مُقارَنةٍ لبعض أهمِّ ما يتَّكِئُ عليه أصحابُ الثقافاتِ العالمية والمُعجَبون بها من المُسلمين وغيرِ المُسلمين لوَجَدنا مَحاوِرَ شتَّى في المُفارَقة بين أصالةِ الإسلام الحَقَّة وبين الثقافة العالمية المُعاصِرة، ولنَضرِب مثلًا ببعضها:

فالمحورُ الأول: هو أن الإسلام حقٌّ من عند الله، وأن شرعَه صالِحٌ لكل زمانٍ ومكانٍ، وأنه لا يتطرَّقُ إليه التحريفُ ولا التزييفُ، فأصُولُه ثابتةٌ محميَّةٌ بحمايةِ الله لها، والمرءُ المُسلِمُ يعرِفُ أدقَّ التفاصيل عن نبيِّه ، مع أنه مضَى على وفاتِه أربعة عشر قرنًا من الزمان وزِيادة، وربما يعرِفُ نبيَّه أكثرَ من جارِهِ، وربما أكثرَ من عمِّه وبني عمِّه.

بخلافِ غيرِ الإسلام؛ فإما أن تكون دِياناتٍ لا تُؤمنُ بالله ولا باليوم الآخر، أو تُؤمن بذلك إيمانًا غيرَ مسنودٍ على ما يُقنِعُ؛ لأن الوضعَ البشريَّ هو الطاغِي عليها، ولقد صدَقَ الله: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء: 82].

ولأجلِ ذا لا يُوجَد لدى المبادئ والتشريعات الأُخرى النسخةُ الأصليةُ؛ حيث اعتراها التحريفُ والأوهامُ البشريةُ، ما يدلُّ على أن ما بين أيديهم ليس من عندِ الله، بخلافِ الإسلام فنُسختُه الأصليةُ لم تتغيَّر ولم تتبدَّل، وهي قابلةٌ للفَهم والتكيُّف رغم مرور هذه القُرون دون تعارُضٍ.

ولقد قال أبو القاسم الأصبهانيُّ رحمه الله عن سنةِ النبي : "ولئن دخلَ في غِمار الرواةِ من وُسِم بالغَلَط في الأحاديث، فلا يرُوجُ ذلك عند جهابِذَة أصحابِ الحَديث ورُتوتِ العُلماء -أي: رُؤساؤُهم-، حتى إنهم عَدُّوا أغاليطَ من غلِطَ في الأسانيد والمُتون؛ بل تراهم يعُدُّون على كل رجلٍ منهم في كم حديثٍ غلِطَ، وفي كم حرفٍ حرَّفَ، وماذا صحَّفَ" انتهى كلامُه رحمه الله.

ومن كانَ ذا إنصافٍ -عباد الله- فلينظُر إلى اختِلافِ أصحابِ القوانين في قوانِينهم بين التنازُعِ والتدافُعِ فيما وضَعوه هم بأيديهم، كأكمَل دليلٍ على أن عُقولَ البشر محدودة، واللهُ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة: 255].

وأما مفهومُ أهل الثقافةِ الإسلاميَّةِ الأصِيلَةِ فرائدُهم عند الاختلاف قولُه تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59].

وأما المحور الثاني يا رعاكم الله: فهو محورُ العدل، وهو في الثقافة العالمية ذات البريقِ اللامِع كغيرهِ من القِيَم الأخلاقية تُحدِّدُه النسبيَّة، مع القابِلِيَّة لأَن يُوزَنَ بميزانَيْن أو يُكالَ بمِكيالَيْن، حسب المصالِحِ الخاصة، ما لم يكُن المُسلِمون فيه طرفًا، فحينئذٍ يُجمِعون على عدم تطبيق مِعيارِ العدلِ معهم، وما وضعُ إخواننا في سُوريا بخافٍ علينا جميعًا.

ولو قارنَّا بين الإسلام بثقافته الأصيلة وبين الثقافة العالمية المُقنَّعة في مجال الأعمال العسكرية لرأينا العدلَ في الإسلام شاهِرًا ظاهِرًا، فسُلُوكُ جُيوش المُسلِمين يفرِضُ عليهم أن لا يقطَعوا شجرةً، ولا يقتُلوا شيخًا كبيرًا، ولا امرأةً ولا صبيًّا، ولم يكونوا يومًا ما هم المُعتدين.

ولقد شهِدَ كبارُ مُؤرِّخي الثقافة العالمية المُعاصِرة من غير المُسلِمين بأن التأريخ لم يشهَد فاتِحًا أرحمَ من المُسلمين.

وفي هذا القرن والذي قبله لم يكن بلدٌ عربيٌّ وإسلاميٌّ هو المُعتدِي على أحدٍ؛ بل المُستعمِر هو الصائلُ المُعتدِي بخَيلِه ورَجِلِه؛ بل إنه وصلَ ببعض القوى الباطِشَة الرائِدَة للثقافة العالمية المُعاصِرة في خلال مائةِ عامٍ من الزمن أن شنَّتْ ما يُقارِبُ مائةَ حالةِ حربٍ على دولٍ أُخرى قتَلَت خلالَها مئاتِ الألوف من البشر.

وأما المُسلِمون فهم أكثرُ الناس آلامًا، ولعل أرضَهم وديارَهم وأموالَهم هي التي يستنسِرُ فيها البُغاثُ، ومحافلُ الثقافة العالمية المُعاصِرة تصِفُ الطريدَ المالِكَ إرهابيًّا لا حقَّ له، وتجعلُ اللصَّ الغالِبَ على المُقدَّسات والأوطان ربَّ بيتٍ مُحترمًا.

ولقد أحسنَ المُتخصِّصون في العلاقات الدولية حينما قالوا: "إن مثلَ هذه التصرُّفات مُؤسَّسٌ على مبدأ المصلَحة الوطنية والقوة، فهو كمبدأ العلاقة مع الآخر لدى قُطَّاع الطريق أو لدى أي تجمُّع مُفترِسٍ في الغابَةِ".

والعارِفُ بباسطةٍ خللَ الثقافة العالمية المُعاصِرة حول هذا المِحوَر ليجِدُها في حينٍ ما تصِفُ قاطِعَ الطريق في الصحراء إرهابيًّا مُجرِمًا، وفي أحيانٍ أُخرى تُدَكُّ مُدنٌ بأسرِها ولا أحدَ يحكُمُ على هذا الفعلِ بالمُتوحِّشِ الإجراميِّ؛ لاختِلافِ مُرتكِبِي هذه وتلك. فصاحبُ الأُولى مارِقٌ ضالٌّ، وصاحِبُ الأخرى إنما هو حضاريٌّ مدنيٌّ تقدُّميٌّ.

هذا ما عند الثقافة العالمية المُعاصِرة، وذلك ما عندنا؛ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام: 81، 82].

باركَ الله ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، قد قلتُ ما قلتُ، إن كان صوابًا فمن الله، وإن كان خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفَّارًا.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه.

وبعد: فإن من محاوِر المُفارَقة بين أصالَة الإسلام وشُموليَّته، وبين الثقافة العالمية المُعاصِرة هو المِحوَر الثالث، من خلال ما أفرَزَته الثقافةُ العالميةُ المُعاصِرة في الجانب الاقتصاديِّ الذي كشَفَ عن نتائِجَ مُدمِّرةٍ للنظامِ المصرَفيِّ لم تكن معروفةً من قبلُ، وما الأزمةُ الاقتصاديةُ العالميةُ عنَّا ببعيدٍ.

ولقد شهِدَ شهودٌ من المُنتمين إلى تلكم الثقافة الغرَّارَة بأن الوضعَ الاقتصاديَّ على المفهومِ العالميِّ المُعاصِر سبَّبَ أضرارًا فادِحةً للاقتِصاد العالميِّ، تكمُنُ في وجودِ مرضٍ مُتجذِّرٍ في الاقتصادِ يُهدِّدُه بالانهِيار؛ إذ أصبحَ عبارةً عن أهراماتٍ من الديون المُتراكِمةِ، فصار كثيرٌ من الأعمال الاقتصادية أشبهَ بمائدةِ قِمارٍ، الحقيقيُّ منها بالتعامُل لا يتجاوَزُ أرقامًا ضئيلةً بالمائة؛ حيث كثُر الانْحِياز لقُوَّة الائتِمانِ على حسابِ جدوى الإنتاجِ والنموِّ الاستِثماريِّ.

بخِلاف الاقتصاد الإسلاميِّ الذي يُحقِّقُ المبادئَ الثلاثةَ الكُبرَى للاقتصاد الناجِحِ:

أولُها: أن يكون المالُ قِيامًا للناس جميعًا.

وثانيها: أن لا يكون دُولةً بين الأغنياءِ منهم دون سِواهم.

وثالثُها: أن يُحقِّقَ العدلَ في التعامُلِ.

ولذا فإنَّ مَنِ انحازُوا إلى الثقافة العالمية المُعاصِرة في النظرةِ إلى الاقتِصادِ وجَدوا أنفُسَهم في نهايةِ الطريقِ في حالِ دهشةٍ حينما جرَّبَ العالمُ بأسرِه الاتِّجاهَ الجماعيَّ الاشتراكيَّ سبعين عامًا انتَهَت بانهِياره برُمَّته.

ولم يكن الاتِّجاهُ الفرديُّ الرأسماليُّ هو الآخرُ أكثرَ حظًّا؛ فهو يدورُ حول نفسه في حلقةٍ مُفرَغةٍ تنهَشُه خلالَ دورَانه سِباعُ الأزمات الاقتِصادية المُتكرِّرة؛ لاختِلال كونِه قِيامًا للناس، ولغِيابِ قيمةِ العدلِ عنه، ولكونِه أصبحَ دُولةً بين الأغنياءِ من الناسِ، يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة: 276].

فيا تُرى، هل يضيعُ الحقُّ في زَوبَعة هذه العواصِفِ العاتِيَة؟ وهل سيُصنَعُ مُستقبلُ المُسلمين خارِجَ أرضِهم ودِيارِهم وصَياصِيهم؟ وهل سيتكاثَرُ الذين يرضَعون من ثُدِيِّ تلكم الثقافة ويمتهِنون خُلُقَ التسوُّل أمامَها؟ أم أنها غفلةٌ سيعقُبُها صحوةٌ ورُشدٌ وحِرصٌ على التحرُّر من هذا الرِّقِّ على عقولِ المُسلمين وقُلوبِهم؟!

إن الفَألَ مطلبُنا، والعملَ سُلَّمُ الوصول إليه، وهو الثقةُ الكامِلةُ بالإسلام، والوعيُ بإمكاناته دون تردُّدٍ، أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [يونس: 35].

هذا وصلُّوا -رحمكم الله- على خيرِ البرية...

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً