أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى وتوبوا إليه.
أيها الإخوة المؤمنون، حديثُنا اليوم حديث العقل للعقل، نداءٌ للعاطفة المتوقدة إيمانًا ولكنها دعوة إلى محاسبةٍ جادة ووقفةٍ صادقةٍ مع أنفسنا، نستثير كوامن الخير فيها وندفعها إلى الإيمان الصادق والفهم الواعي، ونبذ التعصب والجدال العقيم، نتحدّثُ اليومَ عن القنواتِ الفضائية وغزوها المباشر لديننا وأمتنا وخلقنا مع غفلة كثير منا عن خطرها.
أيها الأحبة، الكلمةُ منبعُ التأثير، وتحولت الكلمة من قصيدةٍ لشاعرٍ أو خطبة لناثر إلى وسائلَ حديثةٍ حلَّت مكانَها وأخذتْ دورها فأصبحت الكلمةُ مقروءةً ومسموعةً ومرئيةً ومصوَّرة، فاختُرعَت وسائلُ الإعلامِ المتنوعةِ لإِيصالِ الكلمةِ إلى الناسِ، ومعَ مُرورِ الزمنِ استمرت الطريقةُ وتغيَّر الهدف إلى توجيهِ عقولِ الناسِ، وجذبِ اهتماهِم وتَغيير عَادَاتِهم، ومع ضعفِ المسلمينَ كَان قوة وسائِلِ الإِعلامِ لِصَالحِ أَعداءِ الإسلام، فَفرضوا مِن خِلالِ تِلكَ الوَسائِلِ وعَبر القَنواتِ تَأثيرهم عَليها نشروا ثقافتهم وفسادهم، ولبعدِ المسلمينَ عَن دِينهِم أَقبلوا على هَذهِ القَنواتِ والوَسائِل فَكَانَ الأَثرُ بَارزًا والجرحُ غَائِرًا، وتكالبت علينا الأُمم في إعلامها، ليسَ من قِلتنا بل نحن كثير ولكنهُ الضعفُ والهوان.
إنه ليحزُّ في النفسِ ويَملؤُها أَلمًا وأَسى وحزنًا أَنَّ كَثيرًا مِن المسلمينَ بِتعددُ فئاتهم لاقت تِلكَ القَنواتِ الفَضَائِيةِ لديهم بِكُلِّ بَرامِجهَا المتنوعةِ رِضا وقبولًا، فَأسلَمَت لها قيادَها بعد أنْ سَلَّمتْهَا سلاحَها وجوادَها، وأَعطتهَا حبَّها وفؤادَهَا، لَقد دَاهمت القَنواتُ الفَضَائيةُ المختلفةُ عَقلَ المسلمِ وسَمعهُ وبَصره، لتعملَ مِن خِلالِ الكلمةِ المؤثِرةِ والصُورةِ المثيرةِ والأُغنيةِ المبتَذلةِ عَلى اقتلاعِ الفَردِ المسلِمِ مِن دِينهِ وعَقيدتَهِ وسُلوكِهِ وثَقافَتِهِ وعَادَتِهِ لِينتهي إِلى اِفتقادِهِ الغيرةَ والتَحَاكُمَ إلى الدينِ والسلوكِ إلى ضوابطَ لا تعتمدُ الدينَ مَرجِعًا ولا الإِسلامَ حُكمًا ولا العُلمَاءَ حَاكمين مرشدين، ولتنشرَ الفِكرَ الضَالَ والمنحَرِفَ وتُسوقَ للبدعةِ والخِرافَةِ وتُشوهَ الدينَ وشَريعةَ رَبِّ العَالمين، ولتصبح شريكًا رئيسيًا في التربية في البيوت وأكثر ما يُبذل لها الوقت للمجالسةِ.
إِن تِلكَ القَنواتِ الفَضائِيةُ بِبَرَامِجهَا تَجُوسُ خِلالَ الأُمةِ بِأَفكارٍ تَدميريةٍ ثَائِرةٍ تَجأرُ بِالتَطَاولِ عَلى الدينِ والخُلقِ وبَعضُهَا من الذَكاءِ والمكرِ بِحيث لا تُؤتِي ثِمَارَهَا المُرةِ، وتَربيتهَا البائسةِ ولا يَتَبينُ خَطرُهَا إِلا عِندما يَقبلُ مُستَقبِلُهَا كُلَّ نَتَاجِهَا المر بَعدَ أَن أَدمنَ النَظَرَ إِليهَا واعتَادَ مُتابعتهَا ومِمَا يُضَاعِفُ خَطرهَا ويُراكِمُ سلبياتِهَا تَراجُعُ التَوجيهِ الإِسلامي الذي اِبتعدَ وأُبعد عَن وَعظ الناسِ وإِرشَادِهم، وكَذلكَ ضَعفُ الإِعلامِ البَديلِ المسلمِ الذي يُقَدِمُ للبيتِ المسلمِ المنفعةَ والفَائِدةَ، وإِن كنا نرى مُحاولاتٍ قَليلةً جَادَةً ومُخلِّصَة تُحَاوِلُ وَسطَ هَذَا الركَامِ الضَخمِ مِن الفَسَادِ أَن تَنشرُ الوعي والفَائِدة والتَرفيهِ المبَاح.
أخي المؤمن، أَلا تَرى أَنَّ تِلكَ القَنواتِ الفَضَائيةِ يُحَرِكها فِي الغَالبِ الهاجس المادي بِالحرصِ عَلى أَن تُدرَّ عَليهَا بِرامِجُهَا أَكبر عَائِدٍ مَادي يُمكن بِغضِ الطَرفِ عَن جَانِبِ الحلالِ والحرامِ فِيهَا، وانظروا إلى كَثرةِ المسابَقَاتِ التي تَدعو للاتصالاتِ وبذلِ الأَموالِ ونَشرِ الفَسادِ، كَمَا أَن أَكثرَ مُخططي هَذِهِ القنواتِ يَتطلعونَ بِفَسادِهم مِن خِلالِ مَا يُقدمُونهُ إِلى إِيجَادِ عَالٍم تَتَهاوى فيهِ الحواجِزُ الشَرعيةُ وتَتَراجَعُ فِيهِ الفوارق العَقدية، عَالمٌ تَقودهُ عُقولٌ مَشبوهةٌ، تَستَعِرُ فِيهِ الشهواتُ، ليقضى على كلماتٍ مثل العفة والزواج والستر والحياء والولاء والبراء، وبالرغمِ مِن نسبة بَعض تِلكَ القَنواتِ إِلى رجالٍ مُسلمينَ فإِنَ مِن المؤُلم أَن تَعيشَ ببرامجها وما تقدِّمه للأمةِ تبعيَّة قَاتِلة لا يرجى فِيهَا تَحصين فِكرٍ ولا حفظ دين، بل إنها لمسكينةٌ هزيلةٌ مهزومةٌ تلهثُ وراءَ ما يسمونهُ المنافسةَ الإعلاميةَ، والمنافسةُ في فهمهم المنهزم أن يدخلُوا معهم جُحرَ الضَبِ الخرب، ويسيروا خلفهم حذو القذة بالقذة، تنافس بائسٌ في بَثِ الفِكر المنحرف ونقل الثقافةِ الغربيةِ بِحذافيرها، فباتت أكثر برامج تلك القنوات مترجمة أو مدبلجة أو مقلدة، فانعكس ذلك في عقول وأخلاق أجيالنا والحاضر شاهد.
أخي الكريم، ليست خطورة تلك القنوات الشديدة في تقديم الصورة شبه العارية فحسب، بل انظر للإطار الذي يقدم فيه هذا الانحلال، حين يقدم على أنه فن جميل ورقيٌّ وتقدمٌ وحضارة، بل ما تلبث بعض تلك القنوات أن تقدم البرامج الشرعية في ثنايا فسادها أو استغلالًا للمناسبات الشرعية، وكأنها لا تعارض بينها وبين ذلك الانحلال، وإننا إذا أردنا أن نعرف أسباب الانحراف الخلقي في مجتمعنا وننظر في دوافعه وما يغذيه وغفلة كثير من الناس عن الدين وضعفه في قلوبهم وعقولهم وزعزعة قيمة الأخلاق، والترويج لأنواع السلوك المنحرف أو الدعوة إلى عادت مشينة لا يقرها ديننا ولا تتفق مع قيمنا وأخلاقنا، فسنجده فيما يعرض في برامج هذه القنوات فانتقلت من عرض الأخبار والأحوال إلى الفساد والإفساد، فأصبح ضررها أكبر وخطرها أعظم، فكثير مما يعرض بها نتاج مجتمعات دينها غير ديننا، وأخلاقها غير أخلاقنا، وفكرها وعاداتها غير فكرنا وعاداتنا، إنه نتاج مجتمعات غير مسلمة أو مسلمةٍ جاهلةٍ بدينها مقلدةٍ، انحدرت في مهاوي الضياع والانحراف، وألفت الفساد والإجرام، فأصبح جزءا من واقعها، فنتج من ذلك خواءٌ روحي وضياعٌ فكري وذهاب روابط الخلق بينهم فصارت حياتهم بحياة الأنعام أشبه إلا من رحم الله من بقايا المحافظين على دينهم وأخلاقهم.
لقد تخصصت القنوات الفضائية لتنقل إلينا هذه التعاسة، أو لتنقلنا إليها وتغرينا بها، غزتنا –إخوتي- تلك القنوات بأشكال مختلفة وأنماط متنوعة وبتطور محموم وانتشار كبير ودعاية عظيمة، فرأينا فئامًا من الناس يقبلون عليها متأثرين بها، ويتسابقون إليها مغشوشين في البداية بالولع بالأخبار والثقافة والرياضة والحوار والدراما والتاريخ، وهم يغفلون عن السم الزعاف الذي يسري في نفوس المتلقين لمثل تلك البرامج، فضلًا عن تأثر غيرهم من أفراد الأسرة.
قد يتهمني البعض –إخوتي- بالمبالغة والتهويل ناسيًا أو متناسيًا الأثر الكبير لما يعرض في تلك القنوات، أعتذر –إخوتي- لأسماعكم ولكن انظروا إلى كثرة المسلسلات العربية والأجنبية والتركية والمكسيكية، انظروا إلى الأغاني المبتذلة ومسابقات الجمال والأفلام والرقص والأزياء، حتى الرياضة صار يصاحبها هذا الفساد، بل الحجاب حرفوه وغيروه وضيقوه وفتحوه حتى ضاع هدفه السامي للمرأة المحجبة.
إن من المؤسف أن نرى مثلَ هذا الفساد منتشرًا في بيوتِ واستراحات إخواننا المسلمين، وأصبح اقتناء أجهزتها أمرًا طبيعيًا مألوفًا، يوصم منكره بالتخلف والتشدد وضيق الأفق، وإن مراجعةً يسيرةً صادقةً ومتابعةً دقيقةً لأكثر ما يعرض بها كفيل بأن يقنعنا بضررها ويحذرنا خطرها وحاجتنا الكبرى للرقابة عليها والانتباه لخطرها.
أليست تعرض تلك القنوات ما حرم على نسائنا كالتبرج والسفور ومخالطة الرجال الأجانب على أن ذلك أمر لا بأس به؟! أليست ترينا معاشرة المرأة للرجل قبل الزواج والخروج معه ومبادلته الحب على أنه الطريق الصحيح لنجاح الزواج ومباركة الأهل هي المحمودة، أما معارضتهم فهو الوقوف والقهر في وجه الأحبة، وأسرنا كل ليلةٍ تتربى على مثل هذه الترهات؟!
كيف نربيهم ويعلمهم الإسلام أن تبرج المرأة عورة وأن خلوتها بالأجنبي حرام ونحن نجلب لهم ما يعرض هذا وأكثر على أنه حلال لا لوم في فعله؟! ما يسمى بالمسلسلات المدبلجة التركية وغيرها المعروضة بشكل دائم في تلك القنوات تعرض محرمات يندى لها الجبين كاللبس الفاضح والخيانة الزوجية غير المنكرة والإثارة الفاضحة، وكأنهم لا يريدون لنا أن نعرف من تركيا المسلمة ودولتها الرائدة وتاريخها الإسلامي إلا هذه الترهات، أليست تسوق للشذوذ وتريد تلك القنوات تأنيسه في مجتمعاتنا لكيلا ينكره الناس عياذًا بالله؟! إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.
إن إنكار تأثير ما يعرض في هذه القنوات –أحبتي- على ديننا وخلقنا وأبنائنا وبناتنا مكابرة يدفعها الواقع المر لتلك البرامج، فها نحن نرى مثلًا الشباب والأطفال بل والنساء بعد رؤيتهم لبعض مما يعرض في هذه القنوات يسارعون بتقليدها بالملابس والتقليعات والأخلاق والعادات.
ها نحن نرى وهن الدين في القلوب وقلة الخشوع وضعف الأخلاق في النفوس، ها نحن نرى صورًا من الانحراف الخلقي الذي لم نكن نعهده من المعاكسات الجريئة والألبسة الغريبة الفاضحة والأفكار المنحلة، ها نحن نرى حوادث أمنيةٍ كانتشار السرقات والتسويق للمخدرات تغزو بلدنا لنصبح من أكثر بلدان العالم في ترويج المخدرات حسب الإحصاءات، وما ذلك إلا ضررٌ أمني من جراء ما يعرض في تلك القنوات من استهتار بالقيم والأخلاق.
إن كل ذلك نتاجٌ وتطبيق عملي لما نراه في القنوات الفضائية، من أين دخل علينا الإرهاب والفكر الضال؟! وكيف سوّغه أصحابه؟! كيف انتشرت فوضى الفتاوى والتلاعب بالدين والاستهزاء بأهله وعدم احترام علمائه؟! أي حصانة للدين والفكر والخلق للمجتمعات وهم لا يبثون ولا يكتبون إلا ما يثير الفتن في تفسيراتٍ مغرضة للأحداث من خلال التحليلات الإخبارية والتعليقات الإعلامية مما يولد البلبلة والقلق، ويغرس الوساوس والمخاوف في الصدور، ويبث الفرقة والانقسام بين طبقات الأمة، ويثيرون الأمة على الولاة أو العكس، ويدعون للعصبية القبلية من خلال مسابقات الشعر، وتجد العرض المشوه للأحداث في العالم الإسلامي، بينما تجد النقيض والصدق فيما يحصل للأمم الغربية صهيونية أو نصرانية، وحينما تتبصر في مقابلاتهم وندواتهم السياسية والثقافية تراها دائرةً بين مجاملات لمن يحبون ومحاكمات لمن يكرهون فاقدة للمصداقية محكومة بالهوى والمذهبية والتوجهات السياسية اللاأخلاقية والنفع القليل لا يوازي ما سبق من فساد لا هدف له ولا نتيجة إلا إيجاد أجيالٍ منقطعة الصلة بدينها وأمتها، مستنقصة لتراثها وحضاراتها، ملتصقة بالعدو الكافر الذي لا يرضى ولن يرضى إلا أن تكون الأجيال أداةً لتنفيذ كل المآرب.
إضافةً إلى إشاعة الفاحشة وبث الرذيلة ونشر الإباحية وترويج العنف والجريمة والتعود على رؤية المنكرات وعدم التفكير في إنكارها وتفجير الغرائز وعرض المفاتن في مسلسلات إجرام وخيانة وعنف وإفلات من العقاب، مع معارضة صريحة لحجاب المرأة المسلمة، وتحسين التأخر في الزواج ومحاربة التعدد المشروع، وذهاب الغيرة عبر الأغنية المائعة المبثوثة ليلًا ونهارًا والتي تخصصت بها بعض تلك القنوات، فهل هذه المفاسد جمعاء تساوي أن نغض الطرف عنها ونتساهل بها في بيوتنا؟! أي تناقض نعيشه –إخوتي- ويقع فيه أبناؤنا وبناتنا وهم يسمعون من آبائهم ومدرسيهم النصائح والتوجيهات ثم يرون في هذه القنوات عكس ذلك، ونجلب لهم بأجهزة الاستقبال ما يناقض ذلك؟! فما فائدة نصيحة الأب المشفق وتعليم المعلم وموعظة الخطيب وهذه القنوات تنقض ما أبرموه وتسفه ما قالوه وتُكذِّبُ ما قرَّروه وتصحح ما خطؤوه وتهدم ما بنوه وأسسوه؟!
متى يبلـغ البنيان يـومًا تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
أيها المسلمون، إن تلك القنوات تبرز لجيل الأمة أناسًا تمدحهم وتجعلهم في نظر المتابع لها في القمة والسعادة، وتعطيهم الأوسمة والجوائز، وتعقد لهم الندوات والمقابلات، وهم لا يعدون أن يكونوا من ركام الأمة المنحط كأبطال الفن من غناءٍ وتمثيلٍ وغيره. ثم تجد بعد ذلك قلوب الناشئة والنساء معلقة بهذه الرموز الكاذبة، تحفظ أسماءها وتاريخ حياتها وغناءها وملبسهم ومأكلهم، والتقليد الكامل لتصرفاتهم ونهج حياتهم.
أيها الإخوة، إننا أمة التوحيد وأمة رسالة هي أعظم الرسالات، وأمة دين هو أعظم الأديان وأقبلها عند الله، بهذا تميزنا، ولهذا إخلاصنا واتباعنا، وبذلك نُطهر شخصيتنا الإسلامية العظيمة وننطلق بها إلى الناس ونفخر بها من خلال مبادئ الدين وتعاليمه، لا من خلال غيره، على هذه قامت دولتنا واجتمعت كلمتنا، وكم في قنواتنا الإسلامية الجادة من برامج تبعث الأمل وتحيي في نفوسنا العاطفة وتدعم التوحيد وتحارب أهل البدع وتفضحهم وقد ملؤوا الدنيا ضجيجًا بقنواتهم الضالة.
إخوة الإيمان، إذا كان العالم بأجمعه متضررًا من هذا الإعلام الفاسد كما يقول عقلاؤه فإن العالم الإسلامي مستهدفٌ لسموم البث المباشر بشكل أخطر، لا سيما البلاد المحافظ فإنه يراد لهم الإفساد بشكل أعظم؛ لأنهم يمثلون بأخلاقهم وتمسكهم في الغالب صحوةً إسلاميةً تقف سدًا منيعًا أمام اجتياح معاقل الإسلام الذين أقاموا شعائر الدين ونساء ارتضين الحجاب سترًا والحياء خلقًا ونبذ الاختلاط سلوكًا، فغدون مشاعل هداية في عالم تخسر المرأة فيه كلَّ يوم عفتها وتماسكها وتدينها، فيريدون صرف مسيرتها، تريد هذه القنوات تشويه دور المسجد وتعطيل حلقات القرآن والعلم والغريب، إنها تمول من أناس مسلمين وبأسماء مسلمة ينشرون الفساد بقنواتهم وأموالهم التي حباهم الله إياها وبعضنا يدعمهم بماله أو اتصاله، فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ.
نسأل الله أن يهديهم وأن يردهم للحق، ويكفينا شرهم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
|