الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله الكريم الوهاب، الغفور التواب، أجزل للطائعين الثواب، وأنذر العاصين شديد العقاب، يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب، أحمده على نعمه التي فاضت على ذرات التراب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من العذاب، وتدخله دار السلام بغير حساب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بأسمح دين وأفضل كتاب، فرض الفرائض وبين الآداب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير آل وأكرم أصحاب.
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله، فإن تقواه أفضل زاد وأحسن عاقبة في معاد.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله، كلوا واشربوا ولا تكونوا من المسرفين، وتجملوا في العيد بما أحله الله لكم ولا تكونوا من المعتدين، وزينوا قلوبكم وأعمالكم بالمراقبة والتقوى، فإنها محلّ نظر رب العالمين.
يا أرباب الغفلة، كم من كثير الأثواب قليل الثواب، كاسي البدن عاري القلب، ملآن الجيب خالي الصحيفة، مذكور في الأرض مهجور في السماء، يحشر يوم القيامة مع الأذلين.
واعلموا -عباد الله- أنه ليس السعيد من أدرك العيد، ولا من لبس الجديد، ولا من أتته الدنيا على ما يشتهي ويريد، وإنما السعيد من خاف يوم الوعيد، وراقب الله فيما يبدي ويعيد، ونجا من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها من الزقوم، وشرابهم المهل والصديد، يتجرعه أحدهم ولا يكاد يسيغه، ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ، يتمنى أهلها أن يموتوا لكي يستريحوا من العذاب الشديد، فلا يموتون ولا يفتر عنهم، بل عذابهم في استمرار ومزيد، وإنما السعيد من فاز بجنة لا يفنى نعيمها ولا يبيد، ولا يلحق أهلها موت ولا حزن، ولا خوف ولا تنغيص ولا تنكيد، لهم ما يشاؤون فيها من النعيم المقيم، وينظرون عيانًا بأبصارهم إلى الرب الجواد الكريم. نسألك اللهم من فضلك يا عظيم.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله، اذكروا واعتبروا بمن كان معكم في مثل هذا اليوم، من الأقارب والجيران والأصدقاء والخلان، كيف ذاقوا طعم الموت، وسبقهم الفوت، ولم يعد يسمع لهم صوت، لا يقدرون على زيادة حسنة، ولا ينتفعون بمضي يوم ولا سنة، تجردوا عن ثواب الحياة، والتحفوا بالتراب، وسكنوا بعد القصور العالية القبور الواهية، فلو رأيتم تحت التراب أحوالهم لرأيتم أمورًا هائلة وألوانًا حائلة وأعناقًا من الأبدان زائلة وعيونًا على الخدود سائلة، ونحن إلى ما صاروا إليه صائرون، وعلى ما قدمنا من العمل قادمون، إنا لله وإنا إليه راجعون.
فهلم -عباد الله- إلى محاسبة النفوس قبل مجاورة الرموس، ومعاينة اليوم العبوس، يوم غض الرؤوس بين يدي الملك القدوس، يوم تشقق السماء بالغمام، ونزل الملائكة تنزيلا، يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبًا مهيلا: يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً، يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
واعلموا -عباد الله- أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق أن يرجع من طريق آخر اقتداءً بالنبي .
أما -أنت أيتها المرأة المسلمة- فأنت في الإسلام درة مصونة وجوهرة مكنونة، أنت معلمة الحياء والعفة، وبانية الرجال والأسرة، وطريق السكن والمودة.
إن كنت أمًا فأنت الأم الرؤوم، وإن كنت أختًا فأنت الأخت الحنون، وإن كنت زوجًا فأنت الزوج الحصان الودود. اهتم بك الإسلام ليحفظك في سماء الفضيلة، ونزهك وطهرك من كل رذيلة. النساء في الإسلام شقائق الرجال، ومصانع القادة والأبطال. أوصى الإسلام الرجال بالنساء خيرًا، وأمر بتعهدهن بالتربية والرعاية، وجعل على ذلك مزيدًا من الثواب والعطايا.
من النساء صالحات قانتات، تائبات عابدات، حافظات للغيب بما حفظ الله، فاحرصي -أختي المسلمة- على التحلي بهذه الصفات، فما تحلت بها امرأة إلا سعدت وأسعدت، وقرت وأقرت. حافظي على تعاليم الإسلام في كل ما تعملين وتذرين، حافظي على ذلك مع زوجك وأولادك، وأهلك وأقاربك، حافظي على ذلك في قولك ولباسك، وهيئتك وحجابك. وإياك والشعارات البراقة والأماني الخداعة التي يرفعها دعاة الفساد والإباحية، فأنت أعلى من أن يهبطوا بك من سماء العزة والشرف والكرامة إلى مستنقعات الذل والعار والسفالة. اجتنبي القيل والقال وكثرة السؤال، وفرّي من مجالس الغيبة والنميمة، والله يرعاك ويسدد خطاك.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
بشراكم يا من قمتم وصمتم، ويا من تصدقتم وأحسنتم، هذا يوم الفرح والسرور والفوز والحبور، ذهب التعب، وزال النصب، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى، تقبل الله صومكم وشهركم، وأعاد علينا وعليكم هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة والأمة الإسلامية في عزة وكرامة ونصر وتمكين ورفعة وسؤدد.
اللهم أعد علينا من بركة هذا العيد، واحشرنا في زمرة أهل الفضل والمزيد، اللهم إن عبادك قد قصدوا إليك وابتكروا، واجتمعوا تعرضًا لرحمتك وانتظروا، اللهم فحقق أملهم، واغفر لهم واجمع شملهم، وأصلح ذات بينهم.
عباد الله، إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه...
|