.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

الاختبارات

6058

الأسرة والمجتمع

قضايا المجتمع

فهد بن إبراهيم السحيم

غير محددة

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- حالة الأسر في فترة الاختبارات. 2- ضرورة تحديد الهدف. 3- بروز الطاقات والقدرات. 4- أهمية التقوى. 5- تذكير الأولياء بأمور مهمة.

الخطبة الأولى

أما بعد: عباد الله، أوصيكم ونفسي بوصية السلف للخلف التي بها الفلاح والسعادة في الدارين، وهي سبب لحصول النفع والخير في الدنيا قبل الآخرة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا، وقال سبحانه: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ.

معاشر المسلمين، في هذه الأيام تعصف في كثير من البيوت حالة من حظر التجوّل للأبناء وموجة من المحافظة على الوقت قليله قبل كثيره، لماذا؟ لأجل الاختبارات، ولكي ينجح الابن يهيَّأ له الجو المناسب من الهدوء والإنارة والترتيب والحوافز المادية والمعنوية وبذل الأموال لمن يدرِّس الصعب من الدروس.

وهذا كله حسن، لكن ينبغي أن توظَّف جميع مثل هذه الأمور توظيفا إيجابيا، فمن ذلك تحديد هدف عند الطالب أثناء مذاكرته، لماذا هذا الجهد والتعب والنصب؟ فلا يكن ذلك محاكاة للناس أو تحت الضغوط من الوالدين وعلى مضض وكره، وإنما لا بد أن يزرع في نفسه أنه سينفع الأمة إذا تعلّم، خصوصا العلوم الشرعية؛ لقول النبي : ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)). فالتربية الذاتية والدوافع الداخلية إذا كانت لدى الطالب حية سقط عبء كبير عن الوالدين والمدرس في متابعة جيل تنتظر أمة الإسلام عطاءه ونفعه.

الوقفة الثانية: في هذه الأيام إشارة إلى مدى طاقة وقدرة قد لا يعلمها الكثير، إنها لديه أو لدى أبنائه، بينما يشتكي الكثير أنه لا يجد وقتا، أو لا يستطيع تخصيص وقت للقراءة وطلب العلم، فانظر كم وكيف ترتبت ونظّمت الأوقات، وكم من الكتب تقرأ في زمن محدود، فالقدرة موجودة، ولكن العزيمة والإرادة الصلبة هي التي غابت.

الوقفة الثالثة: اعلم أنّ أعظم سبب لسهولة وصول العلم إلى ذهنك تجده في القرآن، يقول جل وعلا: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، يقول الإمام القرطبي رحمه الله في هذه الآية: "وعد من الله تعالى بأن من اتقاه علّمه أي: يجعل في قلبه نورا يفهم به ما يلقى إليه" اهـ. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا، قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: "الفرقان هو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال والحق والباطل والحلال والحرام وأهل السعادة والشقاوة".

أقول ما تسمعون...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله خالق خلقه من تراب، مسبب الأسباب، جاعل كيد الذين كفروا في تبات، ثم الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير الأنام.

أما بعد: إن من أعظم أسباب حفظ العبد في نفسه وماله وذريته هو الدعاء وفعل الأسباب التي توصل لمراده، من ذلك الدعاء، والله خير حافظًا.

واعلم ـ أيها الأب ـ أنه في أيام الاختبارات ثمة أمور ينبغي مراعاتها:

أولا: فهّم أبناءك أن الصلاة مهمة، وأنها ليست واجبة في الاختبارات فقط، بل يجب زرع أهميتها في نفوس الأبناء في كل وقت، ولا يكن لسان الحال: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.

ثانيا: إياك وإهمالهم في الشوارع يتيهون ويصبحون فريسة سهلة لرفقاء السوء ومجتمعات ما يسمى بالتفحيط الذي راح ضحيته الكثير من أبنائنا. واعلم أنّ في تلك المجتمعات سوق رائجة للمخدرات وربط العلاقات الشاذة بالأحداث والمردان، فنعوذ بالله من تضييع الأمانة، وقد قال : ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)).

ثالثا: إياك وإهمال الفتاة، فهي على خطر أعظم من الخطر على الولد، خصوصا في هذه الأيام حيث اضطراب التوقيت في الخروج من المدرسة.

وأخيرا: من لا يوجد لديه أبناء يختبرون وعنده استطاعة في وقته وماله فهذه الأيام قد يجد فرصة سانحة لأجواء إيمانية هادئة في الحرمين، يجدّد فيها العلاقة مع الله ويتزوّد بالعبادة في الحرم من طواف وصلاة وقيام، وكلها أجور مضاعفة في تلك البقاع الشريفة، وهذا من استغلال الأوقات بما يفيد، والفرص في العمر قد لا تعود، اللهم يسر لنا فعل الخيرات.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً