الحمد لله خالق خلقه من تراب، مسبب الأسباب، جاعل كيد الذين كفروا في تبات، ثم الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير الأنام.
أما بعد: إن من أعظم أسباب حفظ العبد في نفسه وماله وذريته هو الدعاء وفعل الأسباب التي توصل لمراده، من ذلك الدعاء، والله خير حافظًا.
واعلم ـ أيها الأب ـ أنه في أيام الاختبارات ثمة أمور ينبغي مراعاتها:
أولا: فهّم أبناءك أن الصلاة مهمة، وأنها ليست واجبة في الاختبارات فقط، بل يجب زرع أهميتها في نفوس الأبناء في كل وقت، ولا يكن لسان الحال: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.
ثانيا: إياك وإهمالهم في الشوارع يتيهون ويصبحون فريسة سهلة لرفقاء السوء ومجتمعات ما يسمى بالتفحيط الذي راح ضحيته الكثير من أبنائنا. واعلم أنّ في تلك المجتمعات سوق رائجة للمخدرات وربط العلاقات الشاذة بالأحداث والمردان، فنعوذ بالله من تضييع الأمانة، وقد قال : ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)).
ثالثا: إياك وإهمال الفتاة، فهي على خطر أعظم من الخطر على الولد، خصوصا في هذه الأيام حيث اضطراب التوقيت في الخروج من المدرسة.
وأخيرا: من لا يوجد لديه أبناء يختبرون وعنده استطاعة في وقته وماله فهذه الأيام قد يجد فرصة سانحة لأجواء إيمانية هادئة في الحرمين، يجدّد فيها العلاقة مع الله ويتزوّد بالعبادة في الحرم من طواف وصلاة وقيام، وكلها أجور مضاعفة في تلك البقاع الشريفة، وهذا من استغلال الأوقات بما يفيد، والفرص في العمر قد لا تعود، اللهم يسر لنا فعل الخيرات.
|